فيما تجتاز المملكة أوج الموجة الثالثة مع تسجيل اتجاه بعض المدن الكبرى إلى الخروج من هذه المرحلة، في ظل تراجع معدلات الإصابة بالفيروس بها، يواصل هذا المتحور السريع الانتشار إرسال المزيد من مرضى (كوفيد 19) إلى أقسام الإنعاش بوتيرة أكد معاذ لمرابط، منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، على أنها تؤشر على «أننا نعيش ذروة منحنى الحالات الحرجة والخطيرة» والتي بلغ عددها، أول أمس الاثنين، 150 حالة جديدة، فيما قفزت الوفيات مجددا فوق عتبة ال 30. وتوقع معاذ لمرابط أن يرتفع معدل هذه الحالات أكثر في الأسبوعين المقبلين، لكنه في المقابل أشار، في تصريح ل «الصحراء المغربية»، إلى أن عدد الوفيات والمصابين الذين طوروا أعراضا خطيرة استدعت التكفل بهم في غرف الإنعاش والعناية المركزة لن يصل إلى ذلك المستوى الذي سجل في موجة «دلتا» الشرسة. وأضاف منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية «المدن الكبرى التي تجاوزت أوج الموجة الثالثة أو تلك التي تعيشها حاليا هي التي يرصد بها حاليا أكبر عدد من الحالات الحرجة»، مبرزا أن «جهتي الدارالبيضاء والرباط تتصدران القائمة»، وأن هذه الوضعية يرتقب أن تشهدها باقي جهات المملكة في المقبل من الأيام. وفي ما يخص الموعد المرتقب لبدء تسطيح منحنى الإصابات خلال هذه الموجة، توقع بأن يكون خلال هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، مشددا على ضرورة عدم التراخي في مواجة خطر «أوميكرون»، ومؤكدا، في الآن ذاته، على أن خطورته مازالت قائمة. ومنذ أيام، تشهد أقسام الإنعاش والعناية المركزة، خاصة في المستشفيات الجامعية بالمدن الكبرى كالدارالبيضاء والرباط، ضغطا متزايدا، إذ تجاوزت نسبة ملء أسرة بها 90 في المائة، وهو ما استدعى فتح وحدات إضافية في هذه المنشآت الصحية. وأزيد من نصف الذين يرقدون بأحد هذه الأقسام هم غير مطعمين، في وقت يسود اعتقاء خاطئ أن هذا المتحور غير خطير. وإلى حدود، أول أمس، وفق ما أوردته أحدث نشرة ل (كوفيد 19)، بلغ معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة ل (كوفيد-19) 13.2 في المائة. أما في ما يتعلق بمجموع الحالات النشطة فوصل إلى 58 ألفا و631، في حين بلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة 150 خلال ال 24 ساعة التي سبقت الإعلان عن حصيلة هذه النشرة، ليبلغ مجموع هذه الحالات إلى 691، 27 منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي. وكان المرابط سجل، في تعليق على موقع للتواصل الاجتماعي، أن أخطاء قاتلة أدت بمرضى إلى ولوج أقسام الإنعاش، بعضهم توفي، خاصة تناول أدوية الكورتيكوييد في المرحلة المبكرة من المرض، وممارسة الرياضة، وعدم شرب كمية كافية من الماء، وعدم احترام البروتوكول العلاجي، فضلا عن التطبيب الذاتي. وشدد أيضا على أن «مشكلة كبيرة جدا تنتظرنا بعد (كوفيد-19) تتعلق بمقاومة المضادات الحيوية، والاستهلاك المفرط وغير المعقلن، غالبا غير موصى به». وأشار المسؤول ذاته، في هذا السياق، إلى القواعد الثلاث للخروج من الموجة بأقل الأضرار وهي التدابير الوقائية الفردية، والتلقيح (خاصة أخذ الجرعة المعززة) والامتثال للبروتوكول العلاجي الوطني.