عاد التراخي في الالتزام بالتدابير الوقائية وضعف الإقبال على التلقيح ضد (كوفيد -19)، ليجعل من الاتجاه إلى تشديد القيود أكثر بالمملكة في مواجهة تهديد التقلبات الوبائية المتتالية، أكثر من مجرد احتمال، بل قد يصبح أمرا واقعا في القادم من الأيام. وذلك حماية لأرواح المواطنين وحفاظا على المكتسبات المسجلة في هذه المعركة الصحية، خاصة في ظل الإعلان، أمس الأربعاء، عن اكتشاف أول حالة إصابة ب «أومكيرون» بالمغرب وعودة معدل الإصابات ب «كورونا» للارتفاع، في الأسبوع الأخيرين. فمع تسجيل هذه التطورات الصحية المقلقة، وتوسع دائرة المتخلين عن التحلي بحس المسؤولية في هذا الظرف الاستثنائي، يتقلص هامش الخيارات التدبيرية تحت ضغط فيروس لا يهدأ ويبحث عن منافذ جديدة لخلق بيئات جديدة للتكاثر، ما يضع السلطات أمام سيناريو ليس متاحا بديلا عنه مع هذا الكم من العوامل غير المساعدة، سوى الاضطرار إلى فرض المزيد من الإجراءات الوقائية، تفاديا لانتكاسة قد تعيدنا إلى المربع الأول لمكافحة الجائحة. وهو سيناريو برزت ملامح «إجبارية» العمل تنزيله المحتمل في المرحلة المقبلة، من خلال مجموعة من المؤشرات المرصودة، في الفترة الأخيرة. فإلى جانب عودة مقاربة «جواز التلقيح» لشق طريقها إلى التطبيق بصرامة في أبواب عدد من المؤسسات، وفي مقدمتها الإدارات العمومية، توفرت معطيات ل «الصحراء المغربية»، تفيد قيام ممثلين عن السلطة المحلية بالعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، في الأيام الأخيرة، بزيارات لفضاءات تجارية للاستفسار عن ما إذا كان مستخدموها يتوفرون على هذه الوثيقة الصحية، وإذا ما كنت مدة صلاحيته انتهت أم ليس بعد. وذلك في وقت جددت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية الدعوة إلى العودة السريعة والآنية إلى التدابير الوقائية البسيطة وغير المكلفة والتي ثبتت فعاليتها، تجنبا لأي انتكاسة وبائية، منبهة، بعدما شرعت حالات الإصابة الجديدة في الارتفاع. وفي هذا الإطار، قال معاذ المرابط، منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة، إنه «كلما تظهر علامات الانتكاس الوبائي يصبح من الواجب اتخاذ إجراءات حاجزية حماية لحياة المواطنين»، وزاد مفسرا «هذا ما هو متبع في العالم كله، وليست هناك حلول أخرى». وأضاف معاذ المرابط، في تصريح ل «الصحراء المغربية»، «الوضع الوبائي مرتبط بمجموعة من الأمور، منها غياب التدابير الوقائية، مشيرا، في هذا الصدد، «الفيروس، رغم أن انتقاله ضعيف، إلا أنه موجود. لذا عندما لا تحترم التدابير الحاجزية، فمن الأكيد أنه سينتقل من شخص لآخر، وبعدها سيفجر بؤر عائلية وأخرى مهنية، قبل أن نصبح أمام موجة ينتشر خلال الفيروس بشكل جماعي». واستغرب منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة السريعة والآنية لعدم الالتزام بالتدابير الوقائية البسيطة والتي ثبتت فعاليتها، والمتمثلة في ضرورة ارتداء الكمامة بشكل سليم، والغسل المتكرر لليدين أو تطهيرهما بالمعقم، تجنب التجمعات غير الضرورية واحترام مسافة الأمان»، مضيفا، بهذا الخصوص، «التقيد بهذه التدابير ليس مجهودا خرافيا. فهل غسل اليدين بشكل مستمر، أو احترام مسافة الأمان عند التواجد بفضاء عمومي وارتداء الكمامة.. كاين فيه مشكل». ومضى متسائلا «لماذا ليس هناك انتكاس وبائي في الصين أو اليابان؟ لأنهم ملتزمون بالتدابير. بينما العكس في أوروبا، وذلك لأنه ليس هناك احترام للإجراءات الوقائية». ودعا معاذ المرابط إلى الإقبال على التلقيح وأخذ كل الفئات المستهدفة لجرعتها، مبرزا أن جميع التقارير التي تصدر حول (أوميكرون)، توصي بالتطعيم، بل وتؤكد على هذه العملية.