شكلت الدورة التكوينية حول "تصميم وإنتاج المحتوى الرقمي" المنظمة على مدى يومين 30 و31 أكتوبر بفاس، من لدن المجلس الوطني للصحافة، والمستهدفة للصحافيين المهنيين العاملين بجهة فاسمكناس، فرصة ملائمة لإستعراض مجموعة من التقنيات والأدوات الجديدة المستعملة في صناعة وإنتاج المحتوى الرقمي عبر الشبكة العنكبوتية المتشعبة. وتعرف المشاركون والمشاركات في الدورة التكوينية التي تأتي في سلسلة برامج تقوية القدرات للصحافيين المهنيين على الصعيد الوطني، على تقنيات تصميم المحتوى والأجناس والوسائط الصحفية الرقمية، وتقنيات الترويج للمحتوى الرقمي من خلال تمارين تطبيقية وعروض نماذج وطنية وعربية ودولية رائدة. وخيم محور الدعم العمومي للمقاولات الإعلامية على معظم محاور الدورة التكوينية، تساءل خلالها مدراء وناشري وأصحاب مقاولات إعلامية رقمية بجهة فاسمكناس عن ضعف الدعم العمومي المالي وغيابه في أحيان كثيرة، مؤكدين أن مقاولاتهم تعاني تحديات كبيرة للاستمرار في السوق وخاصة تثبيت حضورها بالفضاء الرقمي، حيث يتطلب ذلك أموال كبيرة من أجل استثمارها في تطوير المنتوج المقدم للجمهور بجودة عالية. ولم يخفي المشاركون في الدورة التكوينية قلقهم الكبيرة من ضعف الموارد المالية المحلية والجهوية، مقارنة ببعض الجهات بالمغرب التي يعمل القائمون فيها على دعم المقاولات الصحفية لكي تستمر في المنافسة بدل إغلاق الأبواب وتشميعها. وقال عبد الصمد مطيع، أستاذ باحث بالمعهد العالي للإعلام والإتصال، متخصص في إنتاج المحتوى السمعي البصري والرقمي، أنه يجب على أي وسيلة إعلامية أن تتوفر على استراتيجية تحريرية وتخطيط مسبق على مستوى الممارسة، موضحا في ذات الإطار على أن جمهور الويب مشتت وغير متجانس. وأكد الباحث بالمعهد العالي للإعلام والإتصال في تفاعله مع تساؤلات المشاركين حول طريقة دعم المقاولة الصحية وتنمية الموارد المالية، أن ذلك رهين بمدى وضع المقاولة لمشروع إعلامي واضح ومتكامل الجوانب يعزز من مداخيل المقاولة ويساعدها على تجاوز مجموعة من التحديات، ويقوي تدخلها وتنافسيتها خاصة في إنتاج محتوى رقمي جيد. وأوضح المصدر، أن على وسائل الإعلام خاصة منها التي تشتغل على الصعيد المحلي، التفكير في مواضيع ونماذج من الحياة اليومية الناجحة والبعيدة عن زاوية معالجة الإعلام اليومي، مع الإنفتاح على القصص الإنسانية التي تحظى بتفاعل مهم لجمهور "الويب". وأشار المتخصص في إنتاج المحتوى السمعي البصري والرقمي، إلى أن مستقبل الممارسة الصحافية يجب أن يركز على قضايا ومواضيع تقدم أفكارا للانفتاح على صحافة التنمية وصحافة الحلول وصحافة الإندماج. وأبرز من جهته أنس تويمة، إطار تقني ومتخصص في التنمية المعلوماتية وقواعد البيانات الضخمة ومعالجة المحتوى الرقمي، أهمية معالجة الصورة والفيديو المصور وإدماج الرسوم البيانية والخرائط التفاعلية وغيرها من الوسائط التفاعلية تساعد على جذب وتحفيز الجمهور على متابعة المحتوى الرقمي لأطول فترة ممكنة. كما تطرق الإطار تقني ومتخصص في التنمية المعلوماتية، لمجموعة من الأدوات والتقنيات الجديدة التي توفر دعم مهم للمقاولة الصحفية للإستفادة من الموارد المالية خاصة على مستوى الإشهار، كما استعرض تقنيات وأدوات البرمجة والتطبيقات الجديدة الداعمة للمواقع الرقمية.