أدانت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بورزازات، أمس الخميس، المتهمَين في قضية "اختطاف ومقتل الطفلة نعيمة" بدوار تفركالت بإقليم زاكورة، ب 25 سنة سجنا نافذا لكل واحد منهما بعد مؤاخذتهما من أجل المنسوب إليهما، وتوبع في الملف متهمين اثنين، في حالة اعتقال، من أجل "جناية اختطاف قاصر يقل سنه عن اثني عشرة عاما نتج عنه موت القاصر" للمتهم الأول، إضافة إلى "جنح النصب وتقديم رشوة" للمتهم الثاني. واستغرقت جلسة المحاكمة حوالي ست ساعات، أدلى خلالها والدا الضحية وأزيد من عشرين شاهدا ومصرحا بإفاداتهم. وخلال المحاكمة، أنكر المتهمان أي علاقة أو صلة لهما باختطاف ومقتل الطفلة الضحية. المتهم الأول الذي يبلغ من العمر 60 سنة وينحدر من دوار الرباط بجماعة أفلاندرا، اعترف أنه يشتغل في الحفر لاستخراج الكنوز منذ سنوات. واستعرض في حديثه للمحكمة وبتلقائية وقائع وأحداث أكدتها إفادات شهود عيان ومصرحين، واعتبر نفسه مهووسا بهذه الظاهرة التي اتخذها هواية لعلها يتمكن من العثور على كنز للاغتناء منه ،غير أنه نفى استعماله لأعمال الشعوذة أو القيام بالأفعال الإجرامية. فيما أكد المتهم الثاني الذي يبلغ من العمر 51 سنة أنه يشتغل مقاولا ويمارس الرقية الشرعية. وواجهت المحكمة المتهمين بأدلة وأدوات اثبات تم استعمالها في عمليات الحفر للتنقيب عن الكنوز وصور شخصية لرجال ونساء يُفترض استعمالها في عملية الشعوذة، إضافة إلى قرائن ووقائع أهمها مغادرة المتهمَين للمنطقة تزامنا مع اختفاء الضحية والبحث عنها، وكذلك تقرير مسح مسرح الجريمة من طرف عناصر الدرك الملكي باستعمال الكلاب المدربة، وكذلك تصريحات بعض الشهود التي كشفت بعض التناقضات في تصريحات المتهمين . وخلال الجلسة، التمس وكيل الملك إدانة المتهمين لخطورة الأفعال المنسوبة إليهما وإنزال أشد العقوبات عليهما، فيما التمس محاميا الدفاع تبرئة موكليهما من التهم المنسوبة إليهما واحتياطيا بتمتيعهما بظروف التخفيف. واعتبر الدفاع أن تقرير قاضي التحقيق اعتمد على وقائع لا ترقى إلى أدلة قاطعة لتثبت تورط المتهمين في الأفعال المنسوبة إليهما. وبعد المداولة، قضت المحكمة بمؤاخذة المتهمين من أجل ما نسب إليهما والحكم على كل منهما بخمسة وعشرين سنة سجنا نافذا، وبمصادرة المحجوزات لفائدة أملاك الدولة واشعار المتهمين بأجل الاستئناف. وتعود وقائع المتابعة إلى شهر شتنبر من العام المنصرم، حيث أعلنت الأسرة عن اختفاء الطفلة نعيمة التي كانت تبلغ من عمرها خمس سنوات، وبعد أزيد من شهرين من الاختفاء والبحث، عثر راعي أغنام، على بقايا عظام بشرية صغيرة الحجم وبعض الملابس في إحدى شعاب جبل كيسان المحاذية لدوار تفركالت بجماعة مزكيطة حيث تسكن أسرتها. وكانت الضابطة القضائية قد كثفت من عملية التحقيق وتوسيعه حيث استمعت إلى العشرات من المشتبه فيهم، وبعد أشهر من التحقيق أحالت النيابة العامة الملف إلى غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بورزازات.