في ظل الارتفاع المقلق الذي يسجله منحى الإصابات بالمتحور الهندي "دلتا" وتسجيل ارتفاع في عدد تجاوز 75 حالة وفاة في يوم واحد، ينبه عدد من الأطباء والباحثين في الطب والمناعة والسياسات الصحية إلى خطورة الوضع، ويشددون على ضرورة تقيد المواطنين بالتدابير الاحترازية لتفادي انتكاسة وبائية. وفي هذا الصدد، تأسف الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية ل "الصحراء المغربية"، للوضعية الوبائية التي آل إليها المغرب، بسبب تراخي المواطنين وعدم تقيدهم بالشروط. وأكد حمضي، أنه مازال مؤشر الإصابات في ارتفاع بالنسبة إلى الحالات الجديدة، ومعدل الحالات الإيجابية، مشيرا إلى أنه بعدما كان المعدل محدد ما بين 4 و 5 في المائة، حاليا وصلنا إلى نسبة 25 في المائة، قائلا:" إن نسبة التحاليل الكثيرة التي تم إجراؤها ضربت في 3 إلى 4 مرات بالنسبة إلى الأيام الماضية". كما تأسف، الباحث في السياسات والنظم الصحية، أيضا للارتفاع الذي وصفه بالمهول في عدد الوفيات يوميا، مؤكدا أن نسبة الملء بأقسام الإنعاش تجاوزت 45 في المائة، وقاربنا نصف الطاقة الاستعابية، بعدما كانت النسبة محددة في 7 بالمائة سابقا. واسترسل حمضي، "سبق أن نبهنا إلى هذه الوضعية الوبائية الخطيرة قبل أسابيع، وذلك بدعوة وتنبيه المواطنين، على ضرورة الالتزام بالتدابير الاحترازية، لكن للأسف كان هناك تراخ وفوضى وعدم التجاوب مع قرارات وتدابير مهني الصحة ووزارة الصحة وبلاغات الحكومة". وتابع المتحدث نفسه، "من بين النداءات أيضا دعونا المواطنين الذين لم يخضعوا للتلقيح وأعمارهم ما بين 40 و 60 سنة وما فوق ، أن يتوجهوا في أقرب وقت لمراكز التلقيح، وأيضا الأشخاص الذين يعانون أمراضا مزمنة". وأوضح حمضي، أن ارتفاع عدد الوفيات سجل في صفوف الأشخاص غير الملقحين، بينما، الأشخاص الملقحين تكون إصابتهم خفيفة ولا تسجل في صفوفهم الوفيات إلا نادرا. وكشف حمضي، أن عدد الإصابات والوفيات بمرض كوفيد سيرتفع في الأسابيع المقبلة، مشيرا إلى أن الإصابات التي سجلت أخيرا، تتعلق بالإصابات التي اكتشفت في الأسبوعين الماضيين. وأضاف قائلا: " إذا أردنا تسجيل انخفاض في عدد الإصابات والوفيات، يجب احترام التدابير الاحترازية، ويأمل أن يلتزم المواطنون بالتدابير الاحترازية. وشدد حمضي على ضرورة تجنب الزيارات غير الضرورية، والعناق، لتفادي الضغط على أقسام الإنعاش والوفيات، مطالبا الأشخاص غير الملقحين بالإسراع إلى مراكز التلقيح، خاصة المصابين بأمراض مزمنة، ثم الحوامل. وركز الطبيب، على ضرورة خضوع النساء الحوامل للتلقيح للحفاظ على حياتهم وحياة الجنين أو الرضيع. ومن جهة أخرى، يرى حمضي، أنه في حالة استمرار الوضعية الوبائية المقلقة وتسجيل ارتفاع في الوفيات، فإنه من المتوقع أن تتخذ السلطات إجراءات مشددة.