هل من توضيح لمنشور الوزارة المتعلق بتحديث موانع التطعيم ضد كوفيد والذي يتضمن رفع الحظر عن التطعيم للنساء الحوامل والمرضعات؟ إن نشر دورية وزارة الصحة، بتاريخ 26 يوليوز الماضي، التي تتعلق بموانع التطعيم ضد "كوفيد"، جاءت لتسلط الضوء على موانع مختلفة للتطعيم ضد كوفيد، منهم الأشخاص الذين لا يمكن تطعيمهم في الوقت الحالي المصابين بأمراض ذات الحساسية الشديد، والأشخاص الذين يعانون من أمراض معدية مصحوبة بالحمى. ويجب على هؤلاء الأشخاص تأجيل موعدهم لبضعة أيام، إلى حين التعافي من تلك الأمراض. لكن الأهم في دورية وزارة الصحة هو رفع الحظر عن تطعيم النساء الحوامل والمرضعات، حيث أن الحوامل يمكن الآن تطعيمهن ابتداء من الشهر الرابع للحمل. وهذا قرار تم اتخاذه بعد نقاش طويل وبعد تجربة عالمية وتوصيات من عدة هيئات طبية حول العالم.
وبعد أن أصبح من الممكن تطعيم النساء الحوامل والمرضعات، كيف هو الوضع الصحي؟ وهل شرعت مراكز التلقيح في استقبال النساء الحوامل والمرضعات؟ بالطبع بالنسبة للنساء المرضعات والحوامل من شهرهن الرابع أو أكثر، يقبلن على مراكز التلقيح ويتم تطعيمهن مثل أي شخص آخر. ولكن نظرا لأنه لم يتم منح الإذن إلا أخيرا ، فلا يزال من المبكر تقديم أرقام عن هذه الفئة.
لماذا لم يُسمح بتلقيح النساء الحوامل والمرضعات في وقت سابق، والآن أصبح بإمكانهن التلقيح دون مشاكل؟ يجب أن نتذكر أن قرار منع النساء الحوامل والمرضعات من التطعيم في العالم اتخذ في السابق كإجراء وقائي على مستوى صحتهن، علما أن اللقاحات لا تشكل أي مشكلة للنساء المرضعات والنساء الحوامل، لتقنيات اللقاح المعطل، مثل ما هو موجود في لقاح "سينوفارم". ولم يُسمح لهن بالتطعيم لأنهن لم يتم تضمينهن في التجارب السريرية للقاحات. ولكن بالتوازي مع هذه التجارب، كانت هناك العديد من الدراسات التي تم إجراؤها لتقييم إمكانية تلقيح هذه الفئة من النساء. وخلصت جميع هذه الدراسات إلى أن اللقاح لا يشكل أي مشكلة سواء للنساء الحوامل أو المرضعات.
وهل تعتقد أنه من المهم أن يتم تطعيم هذه الفئة من النساء؟ إن فئة النساء الحوامل لم يتم تضمينهن، ليس لأن اللقاح يمكن أن يؤذي المرأة أو جنينها، ولكن لأن هذه الفئة من النساء لم يتم تضمينهن في التجارب السريرية فقط. ولذلك استغرق الأمر وقتًا طويلاً لإعداد هذا القرار، خاصة وأن خصوصية الحمل تعني أن هناك الكثير من الحساسية تجاه الخوف من الحمل وتطوره. والآن على النساء الحوامل والمرضعات أن يفهمن أن الدراسات أظهرت أن اللقاح آمن بشكل عام، وأنه آمن لهذه الفئة من النساء على وجه الخصوص. كما يجب أن يعلمن أن التطعيم أفضل بكثير من الإصابة بالعدوى، لأن فيروس كوفيد يشكل مخاطر كبيرة على صحة النساء الحوامل وعلى أجنتهن. ويجب على هذه الفئة من النساء احترام قواعد السلامة الصحية وحماية أنفسهن بالتطعيم.
هل اللقاحات الثلاثة المتوفرة حاليا في المغرب ليس لها أي آثار جانبية على النساء الحوامل والمرضعات أو على أطفالهن؟ لقاح "أسترازينيكا" غير متوفر حاليًا، بينما لقاح "جونسون أند جونسون" توصلنا فقط ب 300 ألف جرعة وهي كمية ليست كبيرة. واللقاح الذي لدينا حاليًا هو لقاح "سينوفارم"، وهو الذي يمنح للنساء الحوامل والمرضعات، علما أن إنتاج هذا اللقاح يتم على أساس فيروس معطل، وبالتالي غير ضار تمامًا، لهذه الفئة من النساء، على عكس اللقاحات المصنوعة على أساس فيروسات نشطة والتي تمثل موانع بالنسبة لهن.
هل لديكم فكرة عن تقدم تطعيم النساء الحوامل والمرضعات على المستوى الدولي؟ على الصعيد العالمي، ومنذ الشروع في التطعيم، شرعت بعض الدول، مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا، في تطعيم النساء الحوامل والمرضعات اللواتي تمثل حالتهن الصحية عامل خطر. وبعد نشر نتائج الدراسات التي أثبتت سلامة اللقاحات لهذه الفئة، بدأت السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم في التوصية بتلقيح النساء الحوامل والمرضعات. وفي الوقت الحالي، يتم تلقيح النساء الحوامل والمرضعات في جميع أنحاء العالم كما هو الحال أخيرا في المغرب، ولسوء الحظ فإن متحور دلتا للفيروس بات يعرف انتشارا، خاصة بين النساء الحوامل. وآمل أن تصل جميع النساء إلى مراكز التلقيح بسرعة لحماية أنفسهن باللقاحات، وأنصح جميع المواطنين، وخصوص النساء الحوامل والمرضعات، باحترام تدابير السلامة بشكل جذري.