جرى الاحتفال باليوم الوطني للتكيف، بمركز الدارالبيضاء للتربية البيئية، خلال لقاء نظم تحت شعار " التكيف : حجر زاوية النموذج التنموي الجديد لمغرب 2035، وتفعيل اتفاق باريس". وفي هذا الصدد يؤكد المنظمون، أن التكيف يمثل أحد الأهداف الاستراتيجية لأجندة رئاسة مؤتمر الأطراف كوب 26، الذي سينعقد شهر نونبر بغلاسكو، وأحد المواضيع الشائكة لمفاوضات المناخ غير الرسمية التي انطلقت يوم 31 ماي الماضي. تنظم هذه التظاهرات من طرف جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب، بتعاون مع لجن "المناخ" و"الساحل" و"الغابة" و"الماء" للائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة، وذلك في إطار مشروع تعبئة المجتمع المدني من أجل الصمود أمام التغيرات المناخية بالمغرب وتونس (MS3C)، الذي انطلق سنة 2019، بشراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية والصندوق العالمي للطبيعة بفرنسا، وشمال إفريقيا. وسعى المنظمون لجعل هذه التظاهرة أول حلقة لمأسسة أرضية وطنية للحوار المدني بين المؤسسات العمومية والخصوصية وهيئات المجتمع المدني، بغاية تحقيق استمرارية عمليات التقاسم والتتبع والتقييم السنوي للآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لسياسة التكيف بالمغرب. وعلى مستوى المملكة المغربية، يقول بلاغ جمعية مدرسي الحياة والأرض، إن نشر تقرير النموذج التنموي الجديد بأفق 2035، وتقدم مراحل بلورة البرنامج الوطني الاستراتيجي للتكيف الذي يحمله قطاع البيئة، يمثل فرصة نادرة من أجل جعل التكيف في مجالات الاقتصاد وقطاع الماء والمنظومات الطبيعية الهشة والمستوى الترابي، وقاعدة لبلورة وتفعيل كل السياسات العمومية والمخططات وكل برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مع ربط كل المشاريع المحلية الترابية والوطنية بالدينامية الدولية لاقتصاد مغربي منخفض أو خالي من الكربون، الذي له قدرة على الصمود للتأثيرات القصوى للاختلالات المناخية، مع تسريع الانتقال الطاقي والتوقيف التدريجي لكل البرامج المستعملة للطاقات الأحفورية، وبلوغ أهداف التنمية المستدامة لأجندة 2030. وأضاف البلاغ الذي توصلت "الصحراء المغربية"، بنسخة منه أن اليوم الوطني للتكيف شهد مشاركة متميزة ووازنة لعدد من المتدخلين، مكونة من شركاء مؤسساتيين عموميين، ممولين، خبراء ومتحدثين من مستوى عال، و عبرت المواقف والتصريحات الرسمية لسفيرة رئاسة المملكة المتحدة للكوب 26 لإفريقيا والشرق الأوسط والكاتب العام لقطاع البيئة والمدير العام للوكالة الفرنسية للتنمية والكاتب العام لمجموعة خبراء المناخ البيحكوميين ومدير منظمة المدن، والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية والمديرة العامة لمركز الكفاءات( 4 س) ورئيس جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب وكل المسؤولين والخبراء الوطنيين والدوليين المشاركين، على استعجالية قضايا المناخ وضرورة تحقيق التقائية وانسجام التمويلات المخصصة لانطلاقة ما بعد الكوفيد 19، ومخططات التكيف والصمود المناخي التي تحملها الحكومات والجهات والمدن وهيئات المجتمع المدني، من أجل رفع ناجع لقدرات صمود السكان والمناطق الترابية والمنظومات الطبيعية الهشة، لمواجهة الأزمات المناخية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية. وتولى حسن أكوزول، الخبير الوطني في التغيرات المناخية والانتقال الطاقي، تسيير الجلسة، و تقاسم محمد بنيحي، الكاتب العام لقطاع البيئة بوزارة الطاقة والمعادن والبيئة، مع المشاركين تحليل دقيق للتحديات، التي تواجه التمفصل اللازم لتفعيل سياسات التكيف بين المستويات الدولية والوطنية والمحلية، والفارق الكبير المرتبط بولوج وتعبئة التمويلات وقياس عمليات التكيف. وقدمت جانيت روكان، سفيرة رئاسة المملكة المتحدة للكوب 26 لإفريقيا والشرق الأوسط الأولويات الأربع الرئيسية لرئاسة الكوب 26، ومن بينها تقوية التكيف أمام التغيرات المناخية، كما نوهت بالتعبئة والمجهودات المتواصلة التي يبذلها المجتمع المدني البيئي منذ 2015 خصوصا، الممثل بالائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة، ودعت الائتلاف للانخراط في المبادرة الدولية السباق إلى المرونة. وذكر ميهوب مزواغي، المدير العام للوكالة الفرنسية للتنمية بأهمية مشروع MS3C عددا من مشاريع التكيف التي يدعمها الصندوق بالمغرب، كما نوه بمجهودات الفاعلين بالمجتمع المدني البيئي على تعبئتهم المتميزة في هذا المجال. وركز عبدالله مقسط، الكاتب العام لمجموعة خبراء المناخ البيحكوميين على أهمية وضع نظام وطني للمعلومات من أجل تطوير القدرة الاستباقية والوقائية لبرامج التكيف والصمود. و أكد محمد نبو، مدير منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية على أهمية تبني المقاربة الترابية القائمة على التدخلات من الأسفل إلى الأعلى، والإشراك الفعلي للجماعات الترابية بآليات جديدة ناجعة من أجل إنجاح السياسات الوطنية للتكيف. وتمحور تدخل المديرة العامة لمركز الكفاءات 4 س حول بناء القدرات وتبادل أدوار المركز في الخبرات والمساعدة على صنع القرار السياسي بشأن تغير المناخ بالمغرب وإفريقيا. ومن جهته أكد عبد الرحيم كسيري، رئيس جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب، على أهمية بناء الثقة والشراكة ووضع آليات فعالة لمشاركة المواطنين، مع الفاعلين المدنيين والمتدخلين الحكوميين والغير الحكوميين من أجل إنجاح برامج ومشاريع التكيف.