أكد المشاركون، اليوم الثلاثاء بمراكش، خلال ندوة افتتاحية نظمتها جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب (فرع مراكش)، حول موضوع "أي استراتيجية محلية وجهوية لكسب رهان نجاح منعطف إرساء النقل المستدام"، على ضرورة اتخاذ إجراءات عملية لتحسين الإنصاف والاستدامة لوسائل النقل المستدامة، والحد من معدل تلوث الهواء وتقليل التفاوتات الاجتماعية التي تفاقمت بسبب تكلفة النقل. وشدد المشاركون ضمنهم مسؤولين بالقطاعات الحكومية المعنية وممثلي المجالس الترابية على اهمية التنقل والنقل الحضري في التنمية المستدامة مستقبلا، وضرورة إيجاد نقل وتنقل حضري مستدام وذكي وهدا ما أبرزته في الآونة الأخيرة الدراسات الأممية والدولية. ونوهت تدخلات المشاركين بالأدوار الطلائعية التي تضطلع بها الجمعية في مجال تكريس مبادئ التربية البيئية والتنمية المستدامة من خلال المبادرات والمشاريع التي تتبناها إلى جانب شركائها، معربين عن استعدادهم لدعم هذه المبادرات الهادفة الى حماية البيئة. وأكد محمد العربي سعد رئيس المجلس الوطني لجمعية مدرسي علوم الحياة والارض بالمغرب، أن الهدف من هذا اللقاء هو فتح حوار شامل متعدد المقاربات حول النقل المستدام، للوقوف عند مختلف المفاهيم والمقاربات والمبادئ والإجراءات التدبيرية لمختلف الشركاء من أجل الوصول الى بلورة مجموعة من التوصيات وميثاق وطني حول التنمية. وأضاف محمد العربي سعد، أن هذا اللقاء يندرج في سياق أجرأة وتنزيل التكريس الدستوري للحق في البيئة السليمة والحق في التنمية المستدامة المنصوص عليه بشكل صريح في الفصل 31 من الدستور، وكذلك في سياق الحوار الوطني حول مراجعة النموذج التنموي وبناء خيارات بديلة لتسريع وتيرة التنمية والرفع من مؤشراتها . منجانبه، دعا نور الدين برين المدير الجهوي للبيئة بجهة مراكشآسفي، الى تطوير نماذج للتمويل المبتكر لمواكبة الرؤية الاستراتيجية لمدينة مراكش وللجهة في مجال حركية التنقل. وأكد نور الدين برين، في مداخلة ألقاها بالمناسبة، على ضرورة تحسين المحاور المشتركة بين السياسة الحضرية والسياسات التنقل من أجل استباقية جيدة لحاجيات حركية التنقل. وبعد ان اعتبر جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض "شريكا استراتيجيا" في مجال حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، شدد المدير الجهوي للبيئة بجهة مراكشآسفي، على ضرورة تنمية المناطق ذات الانبعاث القليل للكاربون من قبيل النسيج التاريخي للمدينة العتيقة لمراكش، والنهوض بالتكنولوجيا النظيفة. بدوره، أوضح بوجمعة بلهند الرئيس المنتدب المكلف بالشؤون الادارية والمالية لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب، أن تنظيم أيام التواصل والحوار الترابي حول "التنقل المستدام من أجل مدينة عادلة وقابلة للعيش"، يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للبيئة الذي يصادف 05 يونيو من كل سنة، من أجل العمل حول اتخاذ إجراءات لتحسين الإنصاف والاستدامة لوسائل النقل المعتمدة، وتأكيد الحق في العيش في بيئة صحية وعادلة. واضاف بلهند أن التحول نحو تنقل حضري مستدام وذكي، أضحى ضرورة ملحة، مؤكدا على أهمية التعبئة والتحرك للحد من تلوث الهواء الذي يصل إلى مستويات أعلى بكثير من العتبة التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، وذلك في عدة مدن مغربية نذكر منها الدارالبيضاء، طنجةومراكش. وأكدت كانتال باكر رئيسة جمعية بيكالا بايسكال الهولندية، إن هدف الجمعية هو تشجيع الناس على ركوب الدراجات الهوائية سهلة الاستعمال فى مراكش لان طرق المدينة منبسطة وسهلة يمكن لأى إنسان أن يستعمل فيها الدراجات الهوائية عكس باقي المدن الأخرى التى تتميز بالمرتفعات والمنخفضات. وأوضحت باكر، أن أكثر من نصف سكان العالم يعيش في المدن، وأن هذه الإحصائيات ستزيد خلال السنوات القادمة، مبرزة أن هناك ضغط قوي على المدن لتلبية احتياجات المواطنين للتنقل، وسهولة الوصول إلى المدينة وضمان بيئة صحية. وتندرج أيام التواصل والحوار الترابي، المنظمة خلال الفترة الممتدة من 05 إلى 10 يونيو الجاري، في اطار البرنامج السنوي للاوراش الكبرى التي تشتغل عليها جمعية مدرسي علوم الحياة والارض بالمغرب منذ نشأتها والمتمثلة أساسا في التربية البيئية والتنمية المستدامة والتربية الصحية ومجال تطوير تدريس علوم الحياة والأرض. وتنظم هذه الأيام بمعية شركاء حكوميين وغير حكوميين للجمعية (المديرية الجهوية للبيئة، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش-آسفي، اللجنة الجهوية لحقوق الانسان مراكش-آسفي، جمعية مرصد واحة النخيل، الائتلاف المغربي للمناخ والتنمية المستدامة، جمعية بيكالا).