دشن مطار فاس سايس الدولي، في الساعة العاشرة من مساء الثلاثاء، أول رحلة دولية سياحية قادمة من الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد أشهر طويلة من توقيف الرحلات الجوية الدولية بسبب الأزمة الصحية العالمية. واستغرقت الرحلة الجوية لخطوط طائرة البوينغ 777 التي انطلقت من ولاية فلورديا الأمريكية حوالي ثماني ساعات متواصلة قبل أن تحط على أرضية مطار فاس سايس الدولي، باعثة بذلك الأمل من جديد في إعادة الحيوية والدينامية للنشاط السياحي والإقتصادي بعاصمة العلم والمعرفة وأقاليم جهة فاسمكناس. ووجد المسافرون الأمريكيون (70 مسافرا) من رجال الأعمال ومستثمرين وصناع السينما وأطباء ومهندسين أنفسهم أمام حفاوة الاستقبال الفاسي، في أول رحلة جوية دشنت عهدا جديدا لإعادة التنشيط السياحي والثقافي والإقتصادي لعاصمة جهة فاسمكناس والمناطق المجاورة لها. وسيقضي السياح الأمريكيون حسب معطيات صادرة عن المجلس الجهوي للسياحة بفاس، الذي بادر إلى تنظيم حفل استقبال بمطار فاس سايس الدولي على شرف المسافرين، حوالي أسبوعا كاملا في الضيافة بمدينة 12 قرنا، سيتعرفون فيها على المعالم التاريخية والروحية والمآثر العمرانية والحضارية بالمدينة القديمة، فضلا عن جولات بين أزقة ودروب المدينة القديمة، والاستمتاع بكؤوس الشايء التقليدي في دور الضيافة وغيرها من الفضاءات السياحية. وعبر عزيز اللبار، رئيس المجلس الجهوي للسياحة بفاس، في تصريح صحافي عن فرحه الكبير باستقبال أول فوج سياحي قادم من الولاياتالمتحدة الأمريكة التي تجمعها مع المغرب علاقات صداقة تاريخية قوية تعود إلى القرن الثامن عشر، مؤكدا في السياق ذاته أن الرحلة الجوية السياحية لمدينة فاس جاءت بعد مجهود طويل من أجل برمجتها وتنظيمها. وأضاف عزيز اللبار، أن قدوم السياح الأمريكون يبعث الأمل على عودة قطاع السياحة والصناعة التقليدية إلى سابق عهدهما، كما يبعث بالتفاؤل في تحسين الوضع الإقتصادي والتجاري، مشيرا إلى أن المسافرون ليسوا فقط سياح بل يوجد من بينهم رجال أعمال ومستثمرون ومتخصصون في صناعة السينما، سيعملون على اكتشاف الإمكانات والموارد الطبيعية والتراثية التي تتوفر عليها مدينة فاس وكل مناطق الجهة، أملا في جلب استثمارات أمريكية في قريب الأيام. وأشار اللبار، إلى أن السياح الأمريكيون سيجدون معالم المدينة العتيقة في حلة جديدة وذلك بفضل العناية الملكية السامية بمجموعة من المعالم الدينية والروحية والأماكن التراثية التي شملها في السنوات الأخيرة ترميم وإعادة الإعتبار إلها. وبتدشين أول رحلة جوية سياحية قادمة من الولاياتالمتحدةالأمريكية، ترفع مدينة فاس التحدي لإعادة الحياة والروح لقطاع السياحة والصناعة التقليدية، وفتح الوحدات السياحية التي بقيت مجموعة منها في وضعية إغلاق منذ بداية حالة الطوارئ الصحية.