استطاعت تعاونية تكليف لتربية النحل وإنتاج العسل، التأقلم مع الظروف الطارئة الناتجة عن جائحة كوفيد-19، وخاصة على مستوى إنتاج العسل وتسويقه. وأبرز سعيد ادعلي يحيا رئيس التعاونية، الصعوبات التي واجهت نشاط التعاونية خلال هذه الظرفية الحرجة، إذ تمكنت التعاونية من الصمود أمام الإكراهات التي يعانيها قطاع النحل بآسفي، والمتمثلة في الركوض الاقتصادي الناتج عن فترة الحجر الصحي، والتي أثرت بشكل كبير على نشاط التعاونية بصفة عامة، مشيرا إلى أن التسويق كان من المشاكل الأساسية التي تعانيها التعاونية رغم الجهود التي تبذلها لتصريف منتوجها، سواء على الصعيد المحلي أو الوطني. وقال سعيد ادعلي يحيا، إن التعاونية تعاني مشكل المنافسة القوية من طرف النحالين الكبار الذين ينتجون كميات وافرة من العسل، ويقومون بتسويقها محليا ووطنيا، ومنهم من يقوم بتصديرها للخارج، مضيفا أن الجهود تتواصل داخل التعاونية من أجل تسويق المنتوج بشكل يمكن التعاونية من تحقيق مدخول يلبي متطلباتهم الأسرية، مضيفا أن التعاونية تسعى بمجهوداتها الذاتية لترويج منتوجها بالأسواق المحلية والوطنية في إطار من التنافس المشروع بدءا من الجودة وانتهاء بالسعر، دون إغفال الإشارة، يضيف سعيد ادعلي يحيا، إلى معاناة النحالين مع المنافسة التي يطرحها العسل المستورد أو المروج بطريقة عشوائية. وشدد سعيد ادعلي يحيا، على ضرورة الاهتمام بالفعل التعاوني المتخصص في هذا المجال، موضحا أن تنظيم معارض العسل تبقى مبادرة رائدة تمكن النحالين وخاصة الصغار منهم من تبادل الخبرات والمعارف والمستجدات بينهم وكذا التعرف على مجالات التسويق، مطالبا في الوقت ذاته، الجهات الوصية عن القطاع بمواصلة تقديم الدعم الفني والإرشادي والتقني للنحالين الصغار ومساعدتهم على المشاركة في المعارض المحلية والجهوية والوطنية حتى يتمكنوا من عرض وتصريف منتجاتهم النحلية. وأوضح سعيد ادعلي يحيا، أن تعاونية تكليف لتربية النحل وإنتاج العسل، في إطار تنويع منتوجاتها، يتم نقل خليات النحل إلى عدد من الضيعات الفلاحية متنوعة حيث تزدهر الأعشاب والأشجار المختلفة الأنواع، مشيرا إلى أن التعاونية تعاني إكراهات كبيرة في عمليات نقل الصناديق خلال الرحلات إلى الضيعات الفلاحية. وبخصوص الاستفادة من الرعي بالضيعات الفلاحية، أكد سعيد، أن تأجيرها يتفاوت حسب أنواع الضيعات وأنواع المراعي، وأن هناك ملاكين يتقاضون قيمة الكراء نقدا، فيما يوجد جزء آخر يفضل كميات معينة من المنتوجات، مشيرا إلى أن التعاونية تعتمد خلال نشاطها على أعضاء التعاونية في جني العسل ووضعه في علب بلاستيكية وتلفيفه، وأضاف أن جميع أفراد أسرته تساهم في جعل هذا العسل جاهزا للبيع في الأسواق، بعد استفادتهم من دورات تكوينية على أيدي متخصصين في هذا المجال. ورغم الإكراهات المادية والمعنوية، يقول ادعلي، فقد استطاعت تعاونية تكليف لتربية النحل وإنتاج العسل، من الصمود أمام منافسة أنواع مختلفة من العسل، الذي يفتقد للجودة، مؤكدا أن غياب الدعم والمساندة وتبسيط المساطير الإدارية، يحول دون تطوير المشروع، الذي تسعى التعاونية إلى أن تتجاوز منتوجاتها الأسواق المحلية، بحيث ظلت هذه التعاونية تعتمد على وسائلها الخاصة في تطوير منتوجاتها. وأوضح رئيس تعاونية تكليف لتربية النحل وإنتاج العسل، أن استهلاك الفرد من مادة العسل والمنتوجات النحلية يبقى ضعيفا مقارنة مع باقي المنتجات الفلاحية، كزيت الأركان، وزيت الزيتون، رغم فوائده الغذائية والتجميلية، مذكرا بأهمية هذا المنتوج الذي يتنوع حسب المراعي التي يتغذى عليها النحل، كما تختلف القيمة الغذائية لهذا العسل وفائدته الصحية على المستهلكين، وأن العديد من الدراسات أثبتت الانعكاس الإيجابي لتناول العسل في القضاء على عدد من الأمراض، يقول المتحدث نفسه.