طالبت خديجتو محمود محمد الزوبير القضاء الإسباني بتحقيق العدالة في حق المدعو إبراهيم غالي، زعيم مرتزقة البوليساريو، البالغ من العمر 75 سنة، والذي يوجد على التراب الإسباني بجواز سفر دبلوماسي جزائري وبهوية مزورة، لارتكابه لجرائم ضد الإنسانية. وقالت خديجتو محمود، في تصريح إعلامي، أول أمس الإثنين من إسبانيا، «لقد اغتصبني زعيم البوليساريو، وأنا لا أفهم كيف سمحوا له بالدخول، وأتمنى لو كانوا اعتقلوه وأودعوه السجن». وأضافت «أنا ممتنة جدا لهذا البلد الذي أتاح لي الفرصة لتقديم شكوى، لكنني سأكون أكثر امتنانا لو اعتقلوه لإنصافي»، مذكرة بحادث اغتصابها وتعنيفها حينما كانت تعمل مترجمة في مخيمات المحتجزين بتندوف من سنة 2006 إلى 2010، كاشفة عن واقع حقوق الإنسان والحريات داخل مخيمات المحتجزين بتندوف. وتقود جمعية الصحراويين للدفاع عن حقوق الإنسان حملة تواصلية مع جمعيات حقوقية نسائية ضد العنف والاختفاء القسري، بكل من إسبانيا وسويسرا وبلجيكا وفرنسا، لتحسيسهم بخطورة الأعمال الإجرامية التي اقترفها المدعو إبراهيم غالي، ومن معه بقيادة جبهة البوليساريو، مبرزة أنها «حددت في الدعوى القضائية، التي رفعتها سنة 2007 أمام القضاء الإسباني، صك اتهام خطير وثقيل ولائحة تضم 28 مسؤولا كبيرا على رأسهم ابراهيم غالي. وهي الدعوى التي قبلها القاضي الإسباني، بابلو روز، سنة 2013، وأصبح بموجبها ابراهيم غالي مطلوبا للعدالة الإسبانية منذ ذلك التاريخ». وسيعود قاضي إسباني آخر، اسمه خوسي دي لاماتا، في سنة 2016، تزامنا مع الزيارة التي كان يعتزم زعيم المرتزقة القيام بها لبرشلونة، لإصدار قرار قضائي يتضمن جمع معلومات شخصية عن هوية إبراهيم غالي، بهدف إعادة فتح ملفات خرق حقوق الإنسان وجرائم الاغتصاب المعروضة أمام القضاء الإسباني تمهيدا لاعتقاله، لكن زعيم الانفصاليين ألغى تلك الزيارة خوفا من اعتقاله. وبعيدا عن هذه الجرائم الخطيرة المتابع بها، فإن محاكمة زعيم الانفصاليين تفرض نفسها بعدما دخل التراب الإسباني بهوية مزورة وهو ما يعاقب عليه القانون. ونقل زعيم المرتزقة للاستشفاء بإسبانيا على نفقة الشعب الجزائري الذي يعيش ضائقة اقتصادية واجتماعية، ومن المتوقع أن يسقط في يد القضاء الإسباني، استجابة لتمسك ضحاياه، وأغلبهم يحمل الجنسية الإسبانية، بحق مواصلة المتابعة القضائية ومحاكمة المتهم على جرائم الاغتصاب والقتل والإبادة الجماعية والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري بمخيمات تندوف بين سنوات 1976 و1986. واعترفت وزارة الخارجية الإسبانية بأن هذا الجلاد وصل على متن طائرة طبية استأجرها الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون. وتم نقل زعيم مرتزقة البوليساريو بجواز سفر دبلوماسي جزائري تحت اسم محمد بن بطوش، لتلقي العلاج في مستشفى لوغرونيو بضواحي سرقسطة.