تسلم عدد من ممثلي هيئة عدول المغرب، اليوم الاثنين، أولى تعويضات ملفات التأمين الإجباري الأساسي عن المرض لفائدة العمال غير المأجورين. وأفاد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة هذا الحفل يأتي في سياق تحول كبير أشرت عليه مضامين الخطاب الملكي لعيد العرش في يوليوز 2020، ثم الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة من الولاية التشريعية العاشرة في 9 أكتوبر 2020، واصفا هذا الورش بالمشروع غير المسبوق والثورة الاجتماعية التي من شأنها تحصين الفئات الهشة اجتماعيا وتحسين ظروفها بما يضمن لها العيش الكريم في إطار العدالة الاجتماعية والمجالية. وعقب تذكيره بأجندة هذا الورش الملكي، استحضر العثماني المجهودات التي بذلتها حكومته من أجل إعداد القانون الإطار للحماية الاجتماعية الذي تمت المصادقة عليه، وكذا حفل إطلاق المشروع يوم 14 أبريل الجاري بفاس. وأكد أن هذا الحفل يعتبر تتويجا لكل ما تم القيام به، معتبرا إياه لحظة تاريخية تبرز انطلاقة هذا الورش الكبير الذي يشكل تجسيدا لرؤية ملكية شمولية من أجل النهوض بالجانب الاجتماعي، باعتباره أهم ركائز التنمية، مبرزا في الآن ذاته أن هذا الحفل يعد انطلاقة لتعميم التغطية الصحية والاجتماعية لجميع المغاربة وفق برنامج محدد وملامح واضحة، هدفها ضمان الكرامة الإنسانية لجميع المواطنين. وأفاد العثماني أن ورش الحماية الاجتماعية سيشمل في مرحلة أولى، الفلاحين وحرفيي ومهنيي الصناعة التقليدية والتجار، والمهنيين ومقدمي الخدمات المستقلين، الخاضعين لنظام المساهمة المهنية الموحدة ولنظام المقاول الذاتي أو لنظام المحاسبة، ليشمل في مرحلة ثانية فئات أخرى في أفق تعميمه لفائدة كل المغاربة. ونوه رئيس الحكومة بالمقاربة التشاركية لمختلف المتدخلين في هذا الورش الوطني، معتبرا أنه سيتم بلوغ 95 في المائة من تحقيق أهدافه خلال سنتين، وأشار إلى أن تعميم التأمين الإجباري الأساسي عن المرض سيمكن من تقليص تكلفة التطبيب ودعم الفئات الهشة ببلادنا حيث سيتمكن 22 مليون مستفيد إضافي من هذا التأمين الذي يغطي تكاليف العلاج والأدوية والاستشفاء. محمد أمكراز، وزير الشغل والإدماج المهني أوضح في كلمته أن ورش الحماية الاجتماعية يعد ثورة اجتماعية حقيقية، مؤكدا أن الاشتغال على بعض الأنظمة المقارنة بين أن هذا الورش سيغير وجه المغرب على الصعيد الاجتماعي، على اعتبار أن المخاطر التي سيجري التأمين عليها في هذا السياق ستكون لها قيمة إضافية كبيرة ومهمة، وهنأ أمكراز هيئة العدول كونها كانت سباقة لافتتاح باب التعامل مع هذا الإصلاح النوعي والاستراتيجي. حسن بوبريك، المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أفاد في تصريح ل "الصحراء المغربية" أن بلادنا أطلقت ورشا استراتيجيا كبيرا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة يرمي إلى تعميم التغطية الصحية لجميع المواطنين المغاربة، وعبر عن سعادته من انطلاق التعويضات لفائدة العمال غير الأجراء في إطار نظام تعميم التغطية الصحية الإجبارية. وأعلن بوبريك أن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وباقي الشركاء معبئين لإنجاح هذا الورش الذي يحظى باهتمام ملكي سامي. وعن هيئة العدول، تطرق نور الدين حيار، رئيس المجلس الجهوي للعدول باستئنافية الدارالبيضاء إلى أهمية الورش الملكي للحماية الاجتماعية وأهدافه والأدوار الحاسمة التي سيلعبها لفائدة الفئات الواسعة التي ستستفيد منه.