رصدت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ميزانية إجمالية تقدر ب1.45 مليار درهم لإنجاز برامج في مجال التعليم خلال الفترة 2019/2020. وأعلنت التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بمناسبة اليوم الدولي للتعليم، الذي يحتفل به في 24 يناير من كل عام لتعزيز دور التعليم في التنمية البشرية، أنه في إطار الإجراءات التي تهدف إلى تقليص الفوارق في مجال التعليم والمساهمة في تعزيز الرأسمال البشري، وضعت المبادرة سلسلة من التدخلات المتعلقة بقطاع التعليم، سيما من خلال برنامجها الرابع "الدفع بالرأسمال البشرية للأجيال الصاعدة". وأوضحت التنسيقية، في بلاغ لها، أن التعليم الشامل ذو جودة عالية يدخل في صميم أهداف وأولويات المرحلة الثالثة من المبادرة، كما ورد في الرسالة الملكية السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، للمشاركين في المناظرة الوطنية الأولى للتنمية البشرية المنعقدة بالصخيرات في شتنبر 2019. وأضافت أن هذا الموضوع يندرج كذلك في إطار الجهود المبذولة للنهوض بالعنصر البشري، في سياق الإصلاحات الكبرى التي تشهدها بلادنا، سيما على مستوى منظومة التربية والتكوين البحث العلمي. وذكرت التنسيقية أن دعم التعليم الأولي يعد أحد المحاور الرئيسية لهذا البرنامج، نظرا للدور المهم لمرحلة التعليم الأولي في التقليص من الهدر المدرسي، والولوج إلى المدرسة الابتدائية، والتحسن العام في المسار التعليمي، مما يساهم في نهاية المطاف في تحسن مؤشر الرأسمال البشري الوطني. وأكدت أن طموح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية يتجلى في دعم تعميم التعليم الأولي، سيما في المناطق القروية، مشيرة إلى افتتاح 1897 وحدة للتعليم الأولي على المستوى الوطني خلال فترة 2019/2020، لفائدة ما يقارب 45 ألف مستفيد، إضافة إلى وجود 1117 وحدة في طور الإنجاز. وفي إطار الدفع بالرأسمال البشري لأجيال الصاعدة، أعطت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أهمية كبرى للتفتح والتفوق المدرسي من خلال برامج تهم تعزيز الأنشطة الموازية والتوجيه المدرسي والدعم المدرسي. وحسب بلاغ التنسيقية، فإن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ركزت أيضا على محور رئيسي آخر ويتعلق بمكافحة الهدر المدرسي، من خلال تحسين ظروف التعليم للأطفال في وضعية هشة، مبرزة أنه جرى، خلال فترة 2019/2020، إعطاء الأولوية لاقتناء حافلات النقل المدرسي لفائدة 25254 تلميذة وتلميذ. كما جرى في إطار هذا المحور، تضيف التنسيقية، بناء وتهيئة وتجهيز وتسيير دور الطالبة والطالب في جميع ربوع المملكة، والقيام بالعديد من الإجراءات لفائدة المدارس الداخلية والمطاعم المدرسية، موضحة أن المبادرة ساهمت، أيضا، في تمويل المبادرة الملكية "مليون محفظة"، التي استهدفت 4.5 و4.6 مليون تلميذ خلال الموسمين الدراسيين 2019/2020 و2020/2021. وأشارت التنسيقية إلى أن النسخة الثالثة من اليوم العالمي للتعليم تأتي في أعقاب انتشار وباء كوفيد 19 الذي أدى إلى اضطرابات كبيرة على مستوى التعليم، من خلال إغلاق المؤسسات التعليمية مؤقتا، والاعتماد على التعليم عن بعد. وذكرت أن المبادرة أعدت، في هذا السياق، مشروعا يهدف إلى تطوير محتوى تلفزي رقمي يقدم للأطفال أنشطة تعليمية وممتعة. وأفادت أنه جرى بث برنامج أطفالنا على القناة الأولى واليوتيوب، لضمان استمرارية خدمات التعليم الأولي، خلال فترة الحجر الصحي الذي فرضه وباء كوفيد 19، مشيرة إلى أن برنامج أطفالنا سمح ببث فقرات ترفيهية خلال فترة الصيف، على شكل قافلة تجوب المملكة من أجل تمكين المشاهدين من التعرف بشكل أفضل على بلدهم عبر مواضيع تتعلق بالتراث، والجغرافيا والثقافة والتاريخ.