ولدى وصول صاحبة السمو الملكي الأميرة للاسلمى وصاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر إلى الفضاء التاريخي (باب الماكينة)، استعرضتا تشكيلة من القوات المساعدة، التي أدت التحية، قبل أن يتقدم للسلام على سموهما، وزير الداخلية، محمد حصاد، ووزير الثقافة، محمد أمين الصبيحي، ووالي جهة فاسمكناس عامل فاس، سعيد زنيبر، ورئيس مجلس الجهة، امحند العنصر. كما تقدم للسلام على صاحبة السمو الملكي الأميرة للاسلمى وصاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر، رئيس مجلس الجماعة الحضرية ورئيس مجلس عمالة فاس، ورئيس بلدية المشور فاس الجديد، ورئيس مؤسسة "روح فاس"، والمدير العام للمؤسسة نفسها، بالإضافة إلى أعضاء اللجنة التنظيمية للدورة 22 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، التي تستمر إلى 14 ماي الجاري. إثر ذلك، التحقت صاحبة السمو الملكي الأميرة للاسلمى مرفوقة بصاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر بالمنصة الشرفية، حيث تابعت سموهما العرض الافتتاحي للمهرجان الذي حمل عنوان "سماء مرصعة بالنجوم"، والذي شكل مناسبة لاستحضار مسار نساء شهيرات طبعن تاريخ المغرب وبعض المحطات من حياتهن، عبر حكي مجازي يستحضر تألق هؤلاء النسوة الرائدات وإسهاماتهن في الحياة المغربية. وقدمت خلال هذا العرض الافتتاحي، الذي أخرجه آلان فيبر، العديد من اللوحات الفنية والإبداعية التي مزجت بين الأغاني والمعزوفات والرقصات، مدعمة بتعبيرات فنية مستوحاة من تقنية المابينغ (الصور الضوئية)، والإيقاعات والأنغام المتناسقة التي عزفتها أوركسترا ضخمة مما أضفى على هذا الحفل رونقا خاصا. وشكل هذا الحفل مناسبة لاستعادة محطات من حياة مجموعة من النساء المتميزات سواء من المغرب أو المشرق، روت شهرزاد حكاياتهن من خلال لوحات إبداعية آسرة، كما قدم مسار كل امرأة من المحتفى بهن، من خلال عرض فني يسترجع عبر تقنيات بصرية بعض المحطات المتميزة للشخصية المحتفى بها. وفي نهاية هذا العرض الفني تقدم للسلام على صاحبة السمو الملكي الأميرة للاسلمى وصاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر، مجموعة من الفنانين والمبدعين الذين شاركوا في هذا الحفل. وتحتفي الدورة 22 من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة بالنساء المشيدات من خلال استحضار بصمات مجموعة من النساء اللواتي لعبن أدوارا أساسية ومحورية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمغرب، وساهمن، من خلال أعمال رائدة، في تقدم البلاد وتكريس الهوية المغربية. وتنفيذا للتصور الجديد للمهرجان، كما اعتمده المشرفون على هذا الحدث الثقافي والفني الدولي، والمتمثل في تخصيص كل دورة من دورات المهرجان للاحتفاء ببلد معين كضيف شرف، سيتم خلال الدورة الحالية الاحتفاء بدولة الهند، البلد الغني بتاريخه العريق وثقافته الواسعة، عبر حفل فني يحتفي بهذا الثراء سيحتضنه فضاء (باب الماكينة) اليوم السبت. وسيكون الجمهور، خلال هذا الحفل، على موعد مع عرض (داربار)، الذي هو مناظرة موسيقية تستحضر عبقرية وتقاليد بلاد الهند التي استمدت منها حكايات (ألف ليلة وليلة) نكهتها وبلاطات القصور، حيث كان يقيم المهارجات والناباب القدامى والتي ساهمت في نشأة واستمرارية التقاليد الموسيقية العريقة والمعارف المتفردة. ويتضمن برنامج هذه الدورة تقديم العديد من السهرات الموسيقية والعروض الفنية، التي ستقدمها مجموعة من الفرق الفنية والمجموعات الغنائية، بالإضافة إلى مجموعة من الفنانين والموسيقيين العالميين المرموقين من المغرب والخارج، بالفضاء التاريخي (باب المكينة) بفاس، وغيره من الفضاءات الأخرى كساحة باب بوجلود وحدائق جنان السبيل ودار عديل ودار التازي وغيرها. ومن بين المجموعات الفنية والفرق الموسيقية والفنانين الذين سيشاركون في إحياء سهرات وعروض هذه الدورة، سميرة سعيد ومحمود الإدريسي من المغرب، وسحر محمدي من إيران، وإنجي (أذربيجان)، وكريستين سالم (لاريينيون فرنسا)، وهندي زهرة (فرنسا المغرب)، وأومو سانغاري (مالي)، وأوفيتشينا زووي (إيطاليا)، وراغشيري داس وشاشانك سوبرامانيام وراكيش شاوراسيا (الهند)، وإرشاد خان (تورينتو)، وبولدوز توردييفا (أوزبكستان)، ومجموعة ديالوغوس (البوسنة والهرسك)، وسبيس دياسبورا (غانا)، والمهدي الناسولي (المغرب)، ولامار وفريدة محمد علي (العراق)، وأريانا فافاداري (إيران)، ومجموعة أغراو (المغرب)، وبريجينا رودريغيز (البرازيل)، وغيرهم . كما تقترح هذه الدورة، التي تحتفي بمرور 22 سنة من المسار الاستثنائي لهذه التظاهرة الثقافية والفنية العالمية التي تكرس قيم التسامح والحوار الثقافي والتعايش بين الشعوب، تنظيم حفلات وليالي صوفية وسهرات أندلسية كبرى، ستحتضنها مجموعة من الفضاءات العتيقة بالمدينة القديمة إلى جانب تنظيم العديد من الأنشطة الفنية والثقافية الأخرى. وفي الشق الأكاديمي للمهرجان "منتدى فاس"، الذي أضحى فضاء لمناقشة وبحث الأفكار ومختلف القضايا والمواضيع التي تهم السياسة والاقتصاد والتاريخ، ارتأى المنظمون أن يتمحور الموضوع الرئيسي لهذه السنة حول تيمة "نساء مشيدات"، بمشاركة نخبة من أبرز المثقفين من داخل المغرب وخارجه. وسينكب المشاركون في حلقات وندوات المنتدى على دراسة ومناقشة المسارات الشخصية لبعض النساء البطلات في التاريخ، من بينهن مؤرخات وفيلسوفات وفقيهات وكاتبات وعالمات اجتماع، عبر مجموعة من المواضيع كالأسرة والحرية والدين والمتخيل النسائي والولوج إلى عالم التربية والسلطة والحركات النسوية، مع إعطاء الأسبقية خلال كل ندوة من الندوات، لحديث النساء والاهتمام بتنوع التجارب والتخصصات والممارسات. ويشكل مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، الذي تنظمه مؤسسة "روح فاس"، منذ دوراته الأولى رحلة ساحرة نحو فضاء الإبداعات الموسيقية والإيقاعية التي أنتجتها مختلف الثقافات والشعوب منذ القدم. واستطاع هذا الحدث الثقافي والفني العالمي منذ انطلاقته، قبل 22 سنة، أن يحتل مكانة مهمة على الصعيد الدولي، باعتباره أحد أهم التظاهرات العالمية في مجال الموسيقى العريقة.