من المنتظر أن يفتتح المهرجان فعالياته بالمسرح الوطني محمد الخامس بعرض أوبرالي له صلة بفيلم "لا ترافياتا"، للمخرج الإيطالي فرانكو زيفيريلى. وفي سابقة من نوعها بإفريقيا، وبتعاون مع مهرجان "كان" السينمائي الفرنسي والمركز السينمائي المغربي، ستعرض الدورة 21 الأفلام الثمانية عشرة التي اختيرت في "نصف شهر المخرجين"، وهي تظاهرة فنية تعنى باختيار أفلام سينمائية من قبل جمعية مخرجي سينمائيين. وسيحتفل المهرجان بهذه التظاهرة الدولية "أسبوعي المخرجين"، التي تعتبر ثاني أهم حدث في فعاليات مهرجان "كان" السينمائي العريق، بعد المسابقة الرسمية. وتأسست LA QUINZAINE DES REALISATEURS التي تستقطب عادة اهتمام جمهور كبير والكثير من النقاد والصحافيين، من طرف نقابة المخرجين الفرنسيين في أعقاب انتفاضة ماي 1968، وتزعمها مخرجو "الموجة الجديدة" الفرنسية، أمثال جان لوك غودار، ولوي مال، وفرنسوا تريفو وغيرهم، وأتت في إطار الاحتجاج على الاتجاهات السائدة التجارية في السينما الفرنسية. يذكر أنه كان من المقرر تنظيم الدورة 21 من المهرجان في شهر أكتوبر المنصرم، إلا أن جمعية الرباط للثقافة والفنون، الجهة المنظمة للمهرجان، أعلنت في وقت سابق عن تأجيلها إلى يناير 2016، مشيرة إلى أن أسباب التأجيل تعود إلى صعوبات مادية، إذ لم يتمكن بعض الشركاء التقليديين من تحويل الدعم المخصص لحساب الجمعية. وأكدت إدارة المهرجان أنه، بعد الاستعدادات التنظيمية، تبين أن "بعض الشركاء التقليديين المدعمين الأساسيين للمهرجان، لم يتمكنوا، لظروف موضوعية، من تحويل الدعم المخصص لهذه الدورة لحساب الجمعية". ووعدت إدارة المهرجان المخرجين والمنتجين والفنانين المغاربة والعرب والدوليين بأنها "لن تدخر جهدا من أجل تذليل كل الصعوبات وتجاوز كل العقبات، لتكون الدورة 21 على مستوى عال من التنظيم والاحترافية والمهنية، تليق بعاصمة المملكة"، مؤكدة أن المهرجان سيحتفظ بجميع برامجه وفعالياته، حرصا على أن يبقى ملتقى للتشاور وتبادل الأفكار وملتقى للحوارات. للإشارة، فمهرجان الرباط لسينما المؤلف تظاهرة متخصصة تأسست سنة 1994، بهدف الانفتاح على التجارب السينمائية العالمية المختلفة، التي تتماشى والخط العام للمهرجان الطامح لتكريس سينما المؤلف. وكانت الدورة الماضية احتفت بالسينما الإسبانية، ومنحت جائزتها الكبرى لفيلم "اليوم" للمخرج الإيراني رضا ميركريمي.