أكد غيوم شوررسفير سويسرا بالرباط، أن المغرب معروف على الصعيد الدولي كوجهة سياحية، ويتعين معرفته أكثر فأكثر أيضا كوجهة بلد صناعي صاعد للتكنولوجيا العليا بفضل كفاءات المهندسين الذي يتوفر عليهم وقدرته على الإبداع في هذا المجال. وفي هذا الصدد، أعرب غيوم شورر، في تصريح خص به "الصحراء المغربية" على هامش احتفالها ببشرى بيبانو أول مغربية تتسلق القمم السبع في العالم تخليدا لليوم العالمي للجبال الذي يصادف 11 دجنبر من كل سنة، عن إعجابه بالمؤهلات التي يتوفر عليها المغرب، مستشهدا في ذلك بمركز الطيران النواصر بالدار البيضاء، الذي اعتبره رائعا، وتحولا اقتصاديا وصناعيا بهذه الجهة، بالنظر إلى كونه أصبح قادرا على إنتاج قطع ذات التكنولوجيا العالية والدقيقة والمعقدة والتي تعد أساسية في الطائرة، علاوة على ما يقوم به المغرب في عدة مجالات أخرى من ضمنها صناعة السيارات. وقال السفير السويسري إن هناك فعلا تطورا ملموسا الذي يتعين العمل على ابرازه والتعريف به، كما هو الشأن على المستوى السياحي بحكم أن المغرب يتوفر على اشعاع على الصعيد الدولي كوجهة سياحية متميزة. وأشار الدبلوماسي السويسري في السياق نفسه، إلى جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بمدينة بنجرير التي تكمن أهميتها في نوعية طلبتها وأساتذتها والبنية التحتية التي تتوفر عليها والشراكات التي تقيمها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وأيضا مع سويسرا وعلى المستوى الإفريقي، مذكرا بالشراكة الطموحة التي تربط هذه المؤسسة بمدرسة لوزان الاتحادية للفنون التطبيقية. ومن جهة أخرى، ثمن غيوم شورر بالبعد الإفريقي للمغرب الذي ليس وليد اليوم، والذي يكتسي أهمية كبيرة في المجال العلمي والأكاديمي، وفي ميادين أخرى، بالنظر الى أن هناك مكانة للطلبة الأفارقة في مراكز التكوين التابعة للقطاع العمومي، وهو ما أعتبره إيجابيا. وأوضح أن المغرب يتوفر على وجهتين واحدة نحو أوربا وأخرى نحو إفريقيا ، وذلك بفضل تموقعه الاستراتيجي والجيوغرافي. وبخصوص التعاون الثنائي القائم بين المغرب سويسرا، أكد غيوم شورر أنها عريقة وأن البلدين سيحتفلان في السنة المقبلة بذكرى مرور مائة عام على وجود أول ممثل ديبلوماسي سويسري بالمغرب، مبرزا أن البلدين يقيمان علاقات ثنائية جيد ممتازة وغنية ومتنوعة على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي ، وكذلك على الصعيد العلمي والتعليمي. وقال لدينا جالية صغيرة تعيش بالمغرب، كما تعيش جالية مغربية بسويسرا والتي تعد جد مندمجة مع المجتمع السويسري. وذكر غيوم شورر بالمشاريع القائمة بين البلدين من بينها اتفاق التعاون المغربي-السويسري الذي وقع في شهر يونيو الماضي، والذي يهدف إلى تطوير شروط سياحة مستدامة بجهة بني ملال- خنيفرة، وسيمكن من تفعيل برنامج ''السياحة المستدامة سويسرا-المغرب" الرامي إعطاء زخم في تطوير هذا القطاع في الجهة. وأكد في هدا الإطار، أن هذا المشروع سيمتد على خمس سنوات، وسيكون ممولا بصفة مشتركة بين كتابة الدولة في الاقتصاد السويسري والشركة المغربية للهندسة السياحية، بغلاف مالي قدره 38 مليون درهم. ومن جانب آخر، أوضح الديبلوماسي السويسري أهمية الاهتمام بالسياحة التي تعتني بالرحلات الاستكشافية عبر التزحلق عبر الجليد، التي ستمكن من تشجيع ممارسة هذه الرياضة لدى الشباب والكفيلة بالتعريف أكثر بالمنطقة وبمؤهلاتها، معربا عن شغفه برياضة التزحلق على الجليد بالمناطق الجبلية .