قال عبد الحفيظ ولعلو، اختصاصي في العلوم البيولوجية والوبائية، رئيس جمعية المبادرة المغربية للوقاية والتغطية الصحية " إن اعتماد مجانية التلقيح لجميع المغاربة ضد فيروس كورونا المستجد قرار حكيم لجلال الملك محمد السادس ويدخل ضمن القرارات الحكيمة والاستباقية لجلالته ضد هذه الجائحة منذ مارس الماضي. وأضاف ولعلو، في تصريح ل "الصحراء المغربية" أن هذا القرار الملكي أسعد الجميع ووضع حدا للتساؤلات التي كانت تطرح حول مجانية اللقاح ومن سيعوض عن ثمنه في حال كان بمقابل، مؤكدا أنه بعد هذا القرار تم طي صفحة هذه التساولات. وأكد ولعلو، أن اللقاح سيكون متوفرا وفي المتناول في جميع المؤسسات الاستشفائية العمومية والمراكز الصحية حتى تكون الحملة الوطنية للتلقيح ضد هذا الوباء ناجحة بكل المقاييس، مبرزا أهمية أن تكون المشاركة مكثفة في هذه الحملة التي تتوخى الوصول إلى مناعة جماعية بنسبة 80 في المائة من الساكنة المغربية وذلك عبر مراحل ابتداء من تلقيح كل الفئات المستهدفة حسب قرار وزارة الصحة، حيث ستكون البداية من العاملين في قطاع الصحة والأمن والسلطات المحلية ورجال ونساء التعليم على اعتبار أنهم في الواجهة الأمامية في مواجهة هذا الفيروس، فضلا عن الأشخاص المسنين والذين يعانون من أمراض مزمنة. وأوضح ولعلو، أن المرحلة الأولى ستدوم ثلاثة أو أربعة أشهر وبعدها سيتم تلقيح الأشخاص فوق 18 سنة في المرحلة الثانية، فيما ستهم المرحلة الأخيرة الشباب، علما أن المعطيات الوطنية والدولية أظهرت أن أعراض هذا الفيروس لديهم تكون خفيفة، لكنهم يشكلون تهديدا بالنسبة لنقل الفيروس إلى الآخرين. وأضاف ولعلو، أنه بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك سيكون المغرب من بين الدول السباقة للحصول على اللقاح، "وبما أن اللقاح الصيني لن يكون كافيا فقد تم التفاوض مع مختبرات دولية أخرى للحصول على ما يكفي من اللقاح الناجع والآمن". ودعا ولعلو الجميع إلى التعبئة من أجل ضمان المشاركة المكثفة في الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس "كوفيد - 19" سواء الإعلاميين أو العاملين في قطاع الصحة الذين لديهم خبرة يمكن استثمارها في التحسيس والتوعية بأهمية التلقيح ضد هذا الوباء، "وبالتالي ويجب طي صفحة كل ما من شأنه التشكيك في نجاعة اللقاح وكذلك الإشاعات المضللة في مواقع التوصل الاجتماعي التي تجعل الناس يتخوفون من اللقاح". وأردف قائلا " قبل انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ستكون لدينا معركة تواصلية من أجل أن يساهم الجميع بوعي في التلقيح للوصول إلى الأهداف المسطرة للحملة على الصعيد الوطني، وهي تعبئة شاملة تهم كل الفاعلين والشركاء والحكومة والبرلمان والقطاع الخاص والمجتمع المدني من أجل حث الناس على المشاركة للخروج من هذه الأزمة الصحية والعودة إلى الحياة العادية قبل الجائحة، ولنضمن عودة الانتعاش للاقتصاد الوطني وللسياحة وغيرها من القطاعات الحيوية التي تضررت من الجائحة، مؤكدا أن اللقاح سيساهم في الحد من انتشار الفيروس لأن خطورته تكمن في انتقاله بسرعة بين الأشخاص،" ونحن في جمعية المبادرة المغربية على استعداد للمساهمة في التعبئة الشاملة وفي الحملة التواصلية لتحقيق أهداف الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19 في إطار المقاربة التشاركية".