تنظم وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، اليوم الاثنين، مؤتمرا علميا دوليا عن بعد حول مؤشرات الجودة للمواكبة في مجال حماية الطفولة. يدخل هذا اللقاء في إطار مشروع « دعم حماية الطفولة » الممول من طرف الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج « إنجاح الوضع المتقدم » في مرحلته الثانية. وتهدف هذه الندوة العلمية الدولية إلى تبادل التجارب والخبرات والاستفادة من البحوث الدولية في مجال تحديد مؤشرات الجودة لمواكبة الطفل في حاجة للحماية، سواء الطفل المعرض للخطر أو الطفل الذي عاش خطرا محددا، وهو تحت الرعاية، في فضاء مفتوح، أو في وضعية إيداع، بما في ذلك الإيداع لدى أحد الأقارب، أو في إطار الكفالة كما هو الحال في المغرب أو التبني في مجتمعات أخرى. وتهم هذه المؤشرات أيضا الوسط الأسري أو الأقارب الذين يعتنون بالطفل وكان المغرب اعتمد سنة 2015 سياسة عمومية مندمجة لحماية الطفولة 2015-2025، غايتها وضع إطار استراتيجي متعدد الاختصاصات، يضم ترسانة فعالة وشاملة تحتوي على التدابير والبرامج والأنشطة الهادفة إلى منع كافة أشكال الإساءة والعنف والاستغلال والإهمال، والوقاية منها، وإعطاء أجوبة من حيث التكفل والادماج والتتبع، وتحديد آليات التنسيق العملية لضمان تحسن الولوج، التغطية الترابية، المعايرة، الديمومة، آثار الخدمات، ترشيد الموارد. ويتضمن البرنامج الوطني التنفيذي للسياسة العمومية 2015-2020 إجراءً خاصا ب "بلورة قاعدة مؤشرات لحماية الطفولة متكاملة على أساس المؤشرات الموجودة ". وتشكل هذه المؤشرات قاعدة لتقييم التنفيذ الفعلي للحماية في كل مجال ترابي وداخل كل هيئة، وأساسا لإقامة الشراكات. ويعتمد تحديد مؤشر جودة المواكبة في مجال الحماية على مقاربة نسقية إيكولوجية تأخذ بعين الاعتبار مجموع العوامل المرتبطة بالسياق حيث يعيش الطفل، وهو بذلك يشمل جميع الجوانب التي تساهم في تطور الطفل ونموه واحترام حقوقه وكرامته. كما يأخذ المؤشر بعين الاعتبار مسار الطفل قبل التكفل به، وتحديدا الوضعيات التي تقود إلى الحماية. ومن الممكن أن يهتم المؤشر بوضعية أطفال معرضين للخطر سواء الذين لم يستفيدوا من الحماية أو الذين يستفيدون من مختلف خدمات الحماية أو المواكبة للوقاية من المخاطر. وأوضحت وثيقة الندوة العلمية الدولية أن وحدة الملاحظة التي يحللها المؤشر هي الطفل في حاجة للحماية أو مجموعة أطفال، وذلك مثلا عندما يتعلق الأمر بمؤشرات تقديم الخدمات بتعاون بين الفاعلين أو مؤشرات التقييم. وان والأطفال المعنيون هم الأطفال الذين تتم مواكبتهم في جهاز للحماية يوفر أيضا إجراءات للوقاية: وهم على سبيل الحصر الأطفال ضحايا سوء المعاملة (العنف الجنسي، العنف الجسدي، العنف النفسي، التقصير في الرعاية، العنف الأسري)، الأطفال مرتكبي العنف باعتبارهم أيضا ضحايا، الأطفال المتخلى عنهم بصفة مؤقتة أو دائمة، الأطفال الذين لا يستفيدون من الحقوق الأساسية، الأطفال المغادرين لمنظومة الحماية بعد بلوغ سن الرشد، وتحديدا خلال السنوات الأولى من سن الرشد). وسواء كان المجال الترابي للبحث داخل المغرب أو في بلدان أخرى، حسب الوثيقة ذاتها، تحرص الأبحاث المقدمة على وصف المجال الترابي وصنف البنية أو المؤسسة حيث تم تجريب المؤشر، المراجع النظرية المعتمدة والأهداف. كما تقدم الأبحاث المؤشرات مع تحليل كيفية استجابتها لمجموعة من الخصائص، أهمها أن تكون مفهومة، معروفة، موثوق بها، موحدة، مشتركة، مستدامة، خاضعة للتجربة. كما تبين الأبحاث حدود المؤشرات المقدمة. واعتبارا لندرة المؤشرات في مجال الحماية، تسعى الندوة حسب المنظمين، إلى تقييم المؤشرات التي تسمح بتناول مسار الطفل، سواء قبل أو بعد المواكبة ضمن جهاز الحماية. وستقدم خلال هذه الندوة أعمال عشرين باحثًا من عدة تخصصات (الأنثروبولوجيا، القانون، علم النفس، علوم التربية والتكوين، علم الاجتماع، إلخ)، ومن عدة دول (الكاميرون، كندا، الولاياتالمتحدة، فرنسا، المغرب، الجمهورية الديمقراطية الكونغو، وسويسرا