طالبت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة الحكومة بإحداث لجنة مستقلة لوضع أخلاقيات للتجارب والبحوث البيوطبية. ورحب علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، في تصريح صحفي، بالتجربة السريرية التي تجرى على فيروس كورونا المستجد بالمغرب، لكنه اعتبر أن وجود لجنة أخلاقيات مستقلة، تضم كل الفعاليات الطبية والعلمية وأعضاء بأكاديمية المملكة، سيضفي على التجارب السريرية الشفافية اللازمة وفق دفتر تحملات يضمن احترام حقوق المتطوعين المشاركين، مقترحا أن تسهر لجنة الأخلاقيات على خلق مجالس جهوية مؤسساتية تهدف إلى التأكد من أن التجارب السريرية والدراسات والأبحات تجري وفق قواعد أخلاقية، وأنها لا تتضمن مخاطر غير مبررة. كما تعمل هذه المجالس، بحسب مقترح الشبكة، على تشجيع البحت العلمي الوطني في مختلف المجالات، من خلال رصد تمويل كافي، وإصلاح جدري للمنظومة الصحية الوطنية لتحتل مكانتها ضمن أولويات السياسات العمومية. وقال رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة إن "المسؤولية مشتركة ونتقاسمها جميعا دولة وحكومة ومواطنين، وعلينا الاستفادة يوما عن يوما من التجربة في مواجهة الفيروس للتحكم في انتشاره والتعايش معه، باستخدام كل الامكانات المتوفرة والقبول بالمتغيرات والضغوطات المفروضة على حياتنا، لتفادي المزيد من الوفيات وللحفاظ على سلامة المجتمع"، وفي انتظار نجاح هذه التجربة في مرحلتها الثالثة، لتطوير لقاح آمن وفعال، اعتبر علي لطفي، أن وضع القناع والكمامات الواقية والتباعد الاجتماعي ونظافة اليدين هما الوسائل الأكثر أهمية للحماية ضد "كوفيد-19"، إلى أن يتم تطوير لقاح مضاد للفيروس. وأمام خطورة هذه الجائحة، انطلق البحث العلمي بإجراء تجارب سريرية حول أدوية ولقاحات، بلغت بحسب إحصاء لمنظمة الصحة العالمية 26 تجربة سريرية واختبار لقاح يجري تقييمها من خلال تجارب اكلينيكية على البشر، منها من وصل إلى مراحل متقدمة من التجارب أو المرحلة الأخيرة من التجارب السريرية، وتوجد بعضها في مرحلة أكثر تقدما. من جهته، أكد خالد أيت الطالب، وزير الصحة، في تصريح سابق، أن التجربة السريرية التي يشارك فيها المغرب، هي تجربة مؤطرة بالقوانين والتشريعات الوطنية، وتهدف إلى تمكين المغرب من الحصول على اللقاح وتحقيق الاكتفاء الذاتي، والاستفادة من الخبرة الصينية للصناعة المحلية، عبر الاختبارات السريرية المقرر أجرائها مع المختبر سينوفارم الصيني، والتي ستسمح بإنتاج حاجيات المغرب من اللقاح على المستوى الوطني. وقرر المغرب الانخراط في عملية تجربة سريرية، على غرار عدد من الدول، وذلك بتوقيعه لاتفاقية مع الصين، تتعلق بالتعاون في مجال التجارب السريرية للقاح ضد الفيروس، حيث تجرى اختبارات المرحلة الثالثة التي ستنطلق قريبا بكل من المستشفى العسكري بالرباط، والمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، والمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، وتضم هذه التجربة السريرية 5000 متطوع، توزع إلى ثلاثة مجموعات على المؤسسات الصحية المذكورة، ويشرف عليها فريق طبي لمدة 40 يوما على الأقل. وبات فيروس كورونا المستجد مصدر قلق وحيرة رئيسي لكافة الدول العالم دون استثناء، وانتشر على نطاق واسع، وأزهق أرواح أكثر مما فعلته الكوارث الطبيعية والحروب التي عرفتها البشرية في العهود السابقة.