سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البروفيسور شكيب عبد الفتاح: مرحلة ما بعد رفع الحجر الصحي ستعرف تعايشا للمواطنين مع فيروس "كوفيد-19" يجب خلالها الاستمرار في احترام قواعد الوقاية والسلامة من التعرض للمرض
أفاد البروفيسور شكيب عبد الفتاح، أستاذ الأمراض التعفنية والمعدية والطب الاستوائي في كلية الطب والصيدلة والمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، أن المرحلة القادمة لما بعد رفع الحجر الصحي، ستعرف تعايشا للمواطنين مع الفيروس، خلالها يجب على المواطنين الاستمرار في احترام قواعد الوقاية والسلامة من التعرض للمرض. وأكد البروفيسور شكيب عبد الفتاح، أن رفع الحجر لا يعني القضاء على الفيروس، إذ لا بد من الاستمرار في أخذ الاحتياطات التي كانت متبعة في فترة الحجر، سواء من قبل الأفراد أو داخل فضاءات العمل والإدارات والمؤسسات التجارية والصناعية ووسائل النقل العمومية، لتفادي عودة تسجيل حالات إصابات جديدة. دور لجنة العلمية في هذه المرحلة، هو مواكبة عمل وزارة الصحة بالنسبة إلى تشخيص الحالات الجديدة ومراقبة العودة إلى العمل وأيضا البحث الذي ستجريه وزارة الصحة في المغرب حول الإصابات بالفيروس. من المهم جدا أن يواكب الإعلام هذه المرحلة لتذكير المغاربة هي خطة بينت عن مفعولها كما أعطت نتائجها بسرعة، ففي أول ظهور المرض، كانت تسجل حالات في مرحلة متأخرة من المرض، تتطلب حالتهم الاستشفاء بمراكز الإنعاش، وبعد تفعيل الخطة ووضع البروتوكول العلاجي، بدأنا نلاحظ تراجع في أعداد الوفيات وارتفاع المتماثلين للشفاء
بداية، ما هو تقييمكم للوضعية الوبائية لفيروس "كوفيد19 في الفترة الحالية؟ الوضعية الوبائية لفيروس "كوفيد19" في المغرب، هي وضعية متحكم فيها وهي في تحسن مستمر بالاستناد إلى مجموعة من الأدلة، أولها تسجيل نقص في عدد حالات الإصابة بالفيروس، يوميا، نقص كبير في عدد الوفيات جراء المرض ونقص كبير في عدد مرضى "كوفيد19" داخل مراكز الإنعاش في جميع المستشفيات الجامعية المغربية. دليل آخر، هو ارتفاع عدد المتعافين من المرض، والذين فاق عددهم 75 في المائة بعد تماثلهم للشفاء. من ناحية أخرى، المستشفيات ومراكز إيواء المرضى، التي خصصتها الوزارة لاستقبال المرضى، تشتغل، حاليا، في ظروف مريحة خالية من أي ضغط بعد أن غادرها جل المرضى.
ما هي قراءتكم للخطة المعتمدة لمحاصرة فيروس "كوفيد19" في المغرب؟ خطة مثالية، يضرب بها المثل من قبل الدول الأفريقية وبعض الدول الأوروبية. هي خطة جاءت بتعليمات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس. فمنذ ظهور الفيروس في المغرب بتاريخ مارس 2 مارس 2020، منعت التجمعات التي تضم أكثر من ألف شخص، كما منعت الرحلات الجوية ما بين المغرب وايطاليا، ثم الرحلات ما بين جميع دول الأوربية ثم ما بين جميع الدول، ثم منعت التجمعات في الأماكن ذات الاستقطاب الجماهيري الكبير مثل السينما والمسارح والمقاهي والمساجد. فهذا الشق من الخطة أدى إلى نقص في عدد المصابين ب"كورونا المستجد"، والذي كان متوقعا أن يصل إلى مئات الآلاف من الحالات المصابة. هي خطة بينت عن مفعولها كما أعطت نتائجها بسرعة، ففي أول ظهور المرض، كانت تسجل حالات في مرحلة متأخرة من المرض، تتطلب حالتهم الاستشفاء بمراكز الإنعاش، وبعد تفعيل الخطة ووضع البروتوكول العلاجي، بدأنا نلاحظ تراجع في أعداد الوفيات وارتفاع المتماثلين للشفاء. هذا إلى جانب الدور الكبير لوزارة الصحة عبر المديريات الجهوية والسلطات المختصة في عزل المخالطين وخضوعهم للتحاليل وعلاجهم، ما ساهم في حماية كثير من الناس من انتشار عدوى الفيروس لدى المخالطين.
أشرفنا على نهاية فترة حالة الطوارئ الصحية التي فرضتها جائحة "كورونا"، كيف يمكن إنجاح مرحلة ما بعد رفع الحجر الصحي في المغرب؟ أولا يجب المحافظة على احترام جميع طرق الوقاية الاحترازية واتي كان معمول بها في فترة الحجر الصحي، من نظافة وغسل اليدين وارتداء الكمامة والتباعد الجسدي, حاليا، تجري استعدادات المصانع والإدارات والوحدات الصناعة ومختلف الأماكن الأخرى، التي قد تعرف ازدحاما في مرتاديها، بتوفير السبل الكفيلة باحترام قواعد التباعد الجسدي وغسل اليدين ومراقبة درجة الحرارة قبل دخول فضاءات العمل أو الإدارات وغيرها. هناك مجهود جبار تنفذه هذه المؤسسات لعدم تسجيل تكاثر في الحالات المصابة بعد رفع الحجر الصحي. من المهم جدا أن يواكب الإعلام هذه المرحلة لتذكير المغاربة بأن رفع الحجر لا يعني القضاء على الفيروس، وبأنه لا بد من الاستمرار في أخذ الاحتياطات لأن الفيروس سيظل متعايشا معنا، هذا إلى جانب دور مسؤولي الإدارات والشركات والمراكز التجارية…