أفاد الدكتور عبد الرحمان بن المامون، خبير في الصحة العمومية، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن فيروس "كوفيد19"، بات يستهدف فئة الشباب بشكل بارز أكثر من الفئات العمرية الأخرى، سيما بين شباب الأحياء الشعبية والمؤسسات الصناعية والإنتاجية، حيث تشكل هذه الفئة الأكثر نشاطا اقتصاديا واجتماعيا. وأوضح بن المامون، المدير الأسبق لمديرية الأوبئة بوزارة الصحة، أن توسع الإصابة بالفيروس وسط فئة الشباب ساهم في رفع نسبة التعافي من "كوفيد19"، إلى جانب نجاعة البروتوكول العلاجي الذي ينهجه المغرب من ظهور الجائحة في المغرب، والذي ساهم في تراجع نسبة الإماتة من المرض. وتحدث بن المامون عن أنه من أجل المحافظة على مكتسبات المغرب في مجال مواجهة جائحة "كورونا"، يستوجب توسيع قاعدة التحسيس والتكثيف من حملات التوعية وسط فئة الشباب، من خلال التركيز بشكل أكبر على الأحياء الشعبية والمناطق الآهلة بالسكان، لأجل حث المواطنين على الالتزام باحترام قواعد التباعد الاجتماعي والنظافة والوقاية وتعزيز الأنا الجماعي لأجل ضمان حماية جماعية للمواطنين من الإصابة بعدوى الفيروس ونقل المغرب إلى بر الأمان من هذه الجائحة. وفي هذا الصدد، فإن السلطات المعنية بملف محاصرة فيروس "كوفيد19"، تعمل لأجل رفع تحدي محاصرة انتشار عدوى فيروس "كوفيد 19" من خلال تركيز المجهوذات على مناطق بؤرة الوباء، سيما في الدارالبيضاء، مراكش، فاس وطنجة، حيث النشاط الصناعي والأحياء الآهلة بالسكان. وذكر خبير الصحة العمومية، أنه يندرج ضمن المجهوذات المساعدة للمنظومة الصحية لمحاصرة الجائحة، استباق توسع انتشار الفيروس بعزل المخالطين والرفع من نسبة الخضوع للتحاليل المخبرية للكشف المبكر عن الإصابة بعدوى الفيروس، لتفادي وقوع أي انتكاسة للمرض بعد رفع الحجر الصحي وعودة ممارسة الأنشطة الطبيعية للحياة، سواء منها الاقتصادية أو الاجتماعية. و تبعا لذلك، تتطلب مرحلة ما بعد رفع الحجر الصحي، الرفع من مستوى اليقظة من عدوى الفيروس في الأوساط الصناعية والمهنية والاقتصادية التي تعرف كثافة كبيرة في عدد المهنيين والعمال، حيث تتطلب الصرامة في تطبيق قواعد خاصة للعمل تراعي حماية العاملين من الفيروس أو مساهمتهم في نقله إلى أوساطهم العائلية. وتبعا لذلك، يقترح بن المامون اعتماد خطة تدريجية لرفع الحجر الصحي، ترتكز على حماية الفئات الهشة صحيا، من خلال تحديد ساعات خروج الأشخاص المرضى والمسنين وضعاف المناعة، مثل مرضى السرطان والربو والسكري والسمنة وأمراض القلب والشرايين، مع رفع الحجر الصحي على الأنشطة المهنية والصناعية ذات الأهمية للحياة الاجتماعية والاقتصادية، وتأجيل فتحها بالنسبة إلى الأخرى إلى حين القضاء بشكل نهائي على الفيروس.