فرضت الأزمة الصحية التي يعرفها المغرب إلى جانب باقي دول العالم على إثر تفشي جائحة فيروس كورونا "كوفيد -19"، تطبيق مجموعة من التدابير الاحترازية أولها الحجر الصحي وحالة الطوارئ الصحية، ما فرض من جهة أخرى على أغلب المقاولات العمل عن بعد نفسه على المقاولات، باعتباره أحد الخيارات الأكثر تداولا وأمانا لاستمرار أنشطتها وسلامة موظفيها. وفي هذا الإطار، كشف كيفين كورماند، الشريك المؤسس والمدير العام لموقع "مبوب"، المنصة المرجعية الرقمية في قطاع العقارات في المغرب، في حوار مع "لوماتان" عن تجربة مقاولته في تطبيق العمل عن بعد، وما اتخذته المقاولة من تدابير لتطبيق هذا الخيار في ظل الحجر الصحي.
1 - قبل أكثر من شهر على بدء جائحة كورونا، نود أن نسأل كيف حال نشاطكم اليوم؟ بالنظر إلى الأزمة التي نمر بها جميعا نجد على أنها أثرت على الاقتصاد بشكل عام وعلى سوق العقار بشكل خاص. أدى وباء "كوفيد 19" إلى دفع المغرب والعالم إلى وضع جديد، وهو الحجر الصحي الذي أصبح إلزاميًا، الشيء الذي أجبر جميع الشركات على إعادة تنظيم عملياتها. بالنسبة لقطاع العقارات، فإن الأولوية هي أن تكون قادرا على الاستمرار في دعم الأشخاص المهتمين بمشاريعهم العقارية. بشكل عام، نستمر في شركة "مبوّب" على إكمال مهمتنا لدعم شركائنا من الوكالات العقارية والمطورين العقاريين. نلاحظ أيضًا اهتمام مستخدمي الإنترنت بالمشاريع العقارية على الرغم من أنها شهدت في الأيام الأولى من الأزمة انخفاضًا في الحركة والتتبع على بوابتنا نظرًا لأن الموضوع الذي يشغل بال المواطنين الآن هو فيروس كورونا. لكن الأمور ستعود إلى نصابها مع مر الأيام. لا يمكن إنكار أن وتيرة بعض الأنشطة قد انخفضت بشكل ملحوظ، لكن من خلال توفرنا على بوابة عقارية تمكنا من التغلب على الأزمة من خلال تقديم حلول رقمية شاملة، مثل الحملات الرقمية والزيارات الافتراضية وإنتاج المحتوى السمعي البصري أو حتى الدعم الشخصي عبر تسويق المحتوى الأساسي في هذه الفترة حفاظا على استمرارية نشاط شركائنا. في هذه الظرفية فهذه هي الطريقة التي نزود بها جميع عملائنا بحلول ملموسة للتغلب على هذه المرحلة للتكيف مع سلوك المواطنين، المتواجدين في منازلهم. والأمر متروك لنا جميعًا في الابتكار من أجل التكيف على أفضل وجه مع هذا الوضع الجديد. لمواجهة كافة تداعيات هذه الأزمة.
2 - من المعروف أن "مبوّب" شركة رقمية، كيف تمكنتم من الانتقال إلى العمل عن بعد؟ وفقاً لأحكام وتوصيات منظمة الصحة العالمية وتوجيهات الحكومة المغربية، قمنا يوم الأحد 15 مارس 2020، باعتماد خطة العمل عن بعد لجميع موظفينا في المغرب وتونس وإسبانيا، رغم عدم وجود أي حالة إصابة أو عدوى في "مبوّب"، لذلك قررنا أن نتصرف بمسؤولية من أجل سلامة جميع موظفينا لحمايتهم من أي خطر العدوى. لقد قمنا بإبلاغ جميع موظفينا في المغرب وتونس وإسبانيا بأفضل الممارسات التي يجب اعتمادها لإنجاح هذا النهج المبتكر في تنظيم العمل، وهو ليس خيارًا بل ضرورة. كما قمنا بنشر جهاز جديد للتعلم الإلكتروني للفرق لتزويدهم بمزيد من الدعم خلال هذه الفترة. لقد قمنا بوضع مخطط استراتيجي تم إجراؤه بسرعة كبيرة مع ما يزيد عن 1500 عميل وشريك لدينا لتجديد الثقة معهم في مواجهة هذا الوضع الاستثنائي، وللتأكيد لهم على مدى التزامنا وتوافرنا على وجه الخصوص. وقمنا بمنحهم شهرًا مجانيًا من الخدمة لشهر أبريل على منصتنا حتى يتمكنوا من الاستمرار في إنشاء جهات اتصال مهتمة دون التأثير على مستواهم المالي، وأيضًا تنفيذ عروض جديدة تتكيف مع السياق الحالي ليتمكنوا من الاستفادة من خبرتنا الرقمية، بهدف الحد من التأثيرات التي يمكن أن تلحق بأنشطتهم.
3 - ما هي توقعاتكم فيما يتعلق بالنشاط على المدى المتوسط والطويل؟ قام "مبوّب" بتشكيل لجنة رصد مخصصة لتطوير استراتيجيات مناسبة، لفهم جميع القضايا الميدانية بشكل أفضل مع شركائنا من الوكالات ومطوري العقارات. من الصعب عمل توقعات دقيقة بالنظر إلى المسار السريع للأحداث. نحن نراقب الوضع عن كثب، وسنستمر في اتخاذ القرارات وفقا للسياق المتطور في المغرب وكذا على الصعيد الدولي. نحن نعمل حاليًا على نسخة جديدة لدليل مبوّب للعقارات الجديد، الذي سيكشف بوضوح عن تأثير هذه الأزمة خلال الفترة الحالية. سيتيح لنا ذلك الحصول على اتجاه أكثر دقة في السوق ولفهم أكثر لسلوك المستهلك أيضا. ومع ذلك، لا يزال موقفنا متفائلًا. التباطؤ الناتج عن الحجر الصحي لن يسبب أزمة قوية في سوق العقارات لأنه سيظل دائمًا ملاذاً آمناً. خاصة بالنظر إلى سلوك الأسواق المالية في مواجهة الأزمة الصحية. بالإضافة إلى ذلك، قدمت البنوك ومؤسسات الائتمان حلول دعم قوية طوال هذه الفترة من الأزمة. هذا يشير إلى أنه سيظل هناك طلب كبير بمجرد انتهاء فترة الحجر.
4 - ما هي الإجراءات التي اتخذها "مبوّب" للمشاركة في حركة التضامن الوطني؟ نحن على دراية بالوضع الحالي الذي يجب على العملاء مواجهته، والذي يضع الشركات على المحك. نحن ندرك أيضًا دورنا كلاعب رقمي رائد في مجال العقارات في المغرب وكذلك الشراكة التي توحدنا مع جميع عملائنا، على أساس الثقة على المدى الطويل. لذلك نواصل حركة إعادة تجديد مستوى تطورنا لدعم عملائنا البالغ عددهم 1500 طوال هذه الفترة وتعبئة جميع فرقنا لضمان دعم استمرارية النشاط العقاري لعملائنا. هذا هو السبب الذي جعلنا نقوم بتنفيذ العديد من الإجراءات لمساعدة عملائنا على اجتياز هذه الفترة الصعبة، والتي تهدف إلى زيادة ظهورهم الرقمي مجانًا. لقد منحنا شهرًا من الخدمة المجانية لعملائنا، وقدمنا حلولًا مبتكرة تتكيف مع السياق، وخصومات استثنائية للخدمات الحالية، ونفذنا أيضًا دعمًا شاملاً لمشاركة كل خبرتنا في مجال التكنولوجيا الرقمية على أساس يومي. في أوقات الأزمات، يواجه وكلاء العقارات والمروجين تحديات مالية وبشرية كبيرة. ولهذا السبب أيضًا، تواصل "مبوّب" الاستثمار بشكل كبير في الاتصال عبر الإنترنت من أجل توليد مزيد من الرؤية والآفاق بالنسبة لهم. بصفتنا مهني القطاع في سوق العقارات، سنتغلب على كل الاضطرابات وسنواجه كافة التحديات التي تفرضها علينا هذه الأزمة.