شهدت بعض الأزقة بعدد محصور من أحياء مدينة فاس، مساء السبت وقبل منتصف الليل، خروج عشرات المواطنين في مسيرات يرددون فيها تهاليل وتكبيرات بالخالق عز وجل، يطالبون فيها بإبعاد وباء فيروس كورونا عن المغرب. وخلقت هذه الحالة ارتباكا كبيرا في صفوف المواطنين الذين لزموا بيوتهم بمدينة فاس منذ السادسة من مساء يوم الجمعة 20 مارس، أي بعد انطلاق العمل ب"حالة الطوارئ الصحية"، إذ تم تسجيل في هذا الإطار، بأحد أحياء مقاطعة المرينيين، المعروف ب"45"، خروج عشرات الأشخاص في مسيرة مشتركة يرددون فيها تكبيرات وأدعية للخالق لإبعاد هذا الوباء الذي انتشر بسرعة حول العالم. وقد استنكر مواطنون تابعوا هذه المسيرة عبر نوافذهم ونقلوها عبر مشاهد فيديوهات حية، هذا السلوك واصفينه بالمتهور وغير المحسوب ولا يتماشى مع تطبيق إعلان "حالة الطوارئ الصحية"، وتعليمات وزارتي الصحة والداخلية بإلزام المواطنين بالبقاء في منازلهم. كما دعا المواطنون إلى ضرورة تدخل عاجل لقوات الأمن العمومية الساهرة على تطبيق حالة الطوارئ الصحية، من أجل الضرب بيد من حديد مع كل من استهتر بالصحة العامة ويعرض الناس لخطر تفشي فيروس كورونا وانتقال العدوى بسرعة. وفي السياق ذاته، استنكر نشطاء التواصل الاجتماعي الذين انخرطوا في حملات توعية واسعة عبر مقاطع فيديوهات يطلبون فيها من الناس المكوث في المنازل، وعدم الخروج للشارع لترديد أدعية وتهاليل وتكبيرات يمكن أن يأديها كل واحد انطلاقا من بيته.. واعتبروا هذا التصرف بالأرعن وغير المحسوب في هذه الظرفية التي يجب أن ينخرط فيها الجميع في تنفيذ القرارات الصادرة عن الجهات المسؤولة، والتي أكدت مرارا وتكرارا على ضرورة عدم مغادرة المنازل إلا للعمل أو للضرورة في حالة العلاج أو التطبيب، مع إلزام الحصول على رخصة استثنائية يتم فيها ملء ورقة ويقوم عون السلطة المكلف بذلك بالتأشير عليها.