اختتمت، أول أمس السبت بمراكش، أشغال الملتقى الدولي الخامس حول التقنيات الحديثة في طب الإنجاب، والذي تطرق لأحدث المستجدات في طب الإنجاب بمشاركة خبراء دوليون وأساتذة وأخصائيين يشتغلون بمراكز أوروبية للمساعدة الطبية على الإنجاب. وأكد الخبراء المشاركين في هذه الندوة العلمية المنظمة بمبادرة من مركز الخصوبة بمراكش، أن انخفاض نسبة الخصوبة يعد ظاهرة عالمية،تعود لعدة أسباب منها العضوية والمؤثرات الخارجية كالتوتر والنظام الغدائي غير المتوازن. وأجمع المشاركون أن التطور الطبي والعلمي جاء لفك العزلة عن المرضى بإحداث تقنيات جديدة للحفاظ على أمل الإنجاب عند الأزواج. وتطرق البروفيسور السويدي برانستروم الذي يقود فريقا طبيا أجرى أول عملية لزرع الرحم في العالم، لهذه العملية التي أجريت منها تسع حالات عالميا، مؤكدا أن المنتظم العلمي العالمي يحتاج من 10 إلى 20 عاما من التجارب السريرية حتى يتمكن من مواصلة تطوير هذه التقنية الطبية المقدمة باعتبارها طفرة كبيرة في مكافحة ضعف الخصوبة. وأشار برانسترام طبيب أمراض النساء والتوليد بجامعة ستوكهولم ورئيس مصلحة بمستشفى النساء بجامعة ساهلغرينسكا، إلى 25 رضيعا فقط ولودوا عن طريق عمليات زرع الرحم بالعالم، وهو رقم بعيد عن انتظارات الأخصائيين، معربا عن الأسف لغياب هذا النوع من العمليات في إفريقيا. وخلص إلى أن هذا الإنجاز يعيد الأمل للنساء اللواتي لا يستطعن إنجاب أطفال، لأنهم ولدوا بدون رحم أو يعانون من تشوه أو تم استئصال رحمهم بسبب السرطان أو النزيف في حمل سابق. ودعا البروفيسور سمير حمامه ، رئيس قسم البيولوجيا الإنجابية في المركز الجامعي للمستشفيات في مونبلييه (فرنسا) إلى تأييد الحفاظ على الخصوبة في الصحة الإنجابية ، مع التوصية بالرجال و بالنسبة للنساء لإجراء فحص سنوي، لان الخصوبة نظام هش للإنسان، مبرزا أهمية اختبار استقبال الرحم للتعشيش. وتناول البروفيسور جاك كادوش من جامعة موريال بكندا، جانب العلاجات المساعدة للحمل بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من ضعف في الاستجابة للعلاج المعتمد للحمل. وأكد الدكتور حسن بودرار اختصاصي في أمراض النساء والتوليد ورئيس المؤتمر، أن الخصوبة أصبح مشكل مطروح لدى النساء والرجال يتطلب تكاليف مادية مهمة وليست له حظوظ مائة في المائة، مشيرا إلى أن حوالي 13 إلى 15في المائة من الأزواج المغاربة يعانون من انخفاض الخصوبة، مرجعا هذا الانخفاض إلى التغيرات المناخية وتغير الأنماط الغذائية وتأخر سن الزواج. وأوضح بودرار أن الكثير من مشاكل العقم ترتبط بعدم التوازن الهرموني المسؤول عن اضطرابات التبويض، حيث يمكن لبعض الأدوية أن تساعد على إعادة هذه العملية إلى طبيعتها. وأكد بودرار في هذا الصدد، أن تقنية الإخصاب بالمختبر جرى القيام بها زهاء 25 ألف مرة بالمغرب وهو رقم يظل ضعيفا مقارنة مع دول مجاورة، مشيرا إلى أن التكفل بالأزواج الذين يعانون من ضعف الخصوبة يمثل قضية كبرى يتوجب إيجاد حلول لها. وأضاف أن زراعة الرحم أصبحت من الطرق المستعملة في بعض البلدان و تعطي حلولا للنساء اللواتي يعانين من تشوهات في الرحم ومشاكل نقص الخصوبة في المبيض وهو مشكل مطروح في المجتمع بسبب الزواج المتأخر وطول الدراسة لدى النساء. وأشار بودرار، إلى أن تعدد المراكز المتخصصة في المساعدة على الإنجاب بالمغرب مثل مركز مراكش للخصوبة والذي يضم أحدث الأجهزة والمعدات الطبية طبقا لمواصفات عالمية، سيساعد على التخفيف من حدة العقم للزوجين. وبخصوص عمليات المساعدة الطبية على الإنجاب، أوضح بودرار أنها تشمل التدخل الطبي المباشر على البويضات والحيوانات المنوية عند الزوجين، فالإنجاب بالمساعدة الطبية يتطلب نقل الأجنة وتصميمها في المختبر، بواسطة التلقيح الاصطناعي وأي تقنية أخرى ذات أثر مماثل حيث تساعد على الإنجاب بطريقة طبيعية يشرح الدكتور بودرار. وخلص بودرار إلى أن علاج الخصوبة الناقصة عند الرجل تتم في إطار التكفل التام بالزوجين، من خلال تحديد الحالة الوظيفية والمرفولوجية للزوجة، مبرزا أن الهدف من العلاج هو إعطاء الزوجين معا الفرصة لإحداث حمل طبيعي باللجوء إلى المساعدة الطبية على الإنجاب وذلك بأخذ نطفة من الرجل وزرعها مباشرة في بويضة زوجته، حيث تجرى هذه العمليات حاليا على نطاق واسع. وتضمن برنامج هذه الندوة العلمية، مجموعة من المواضيع البالغة الأهمية تتعلق بصحة المرأة خصوصا خصوبتها، واستعراض ابرز التقنيات الحديثة لتحفيز بطانة الرحم، وتقديم أهم تقنيات الجراحة للنساء اللواتي يتوفرن على مخزون مبيضي ضعيف من طرف البروفيسور الياباني كاوامورا من كلية الطب في سانت ماريانا بكاواساكي. ويأتي تنظيم هذه الندوة العلمية الدولية في إطار الإستراتيجية المعتمدة من طرف مركز الخصوبة في مراكش، المتمثلة في تقديم مجموعة من الخدمات الطبية الحديثة للنساء والأزواج الوافدين عليه، وتزكية لدوره الريادي على الصعيدين الجهوي والوطني في تطوير طب الإنجاب. وشكلت هذه التظاهرة العلمية، فرصة لتبادل التجارب والاستفادة من خبرة المتحدثين من أجل تحسين معرفة المشاركين في مجال طب الإنجاب، ومناسبة للتكوين المستمر بالنسبة للأطباء الذين مازالوا في طور الدراسة، والوقوف على الأبحاث العلمية الحديثة في هذا المجال والتي ستتيح للمشاركين الاستفادة من خبرات الباحتين والأخصائيين في مجال البيولوجية الإنجابية .