أكد المشاركون في ندوة إقليمية حول "الابتكار والأمن الإقليمي"، التي اختتمت أشغالها، أمس الخميس بمراكش، على ضرورة تعزيز التعاون الدولي لتبادل المعلومات الأمنية عن التهديدات والمخاطر ومواطن الضعف من أجل تعزيز فعالية تدابير أمن الطيران ومعالجة الثغرات الأمنية على المستوى الوطني والإقليمي. وشدد المشاركون في هدا الصدد، على أهمية التعاون والعمل الجماعي وترجمة الجهود بين مختلف الأطراف المعنية من أجل مواجهة التهديدات المتصلة بمجال الأمن الإلكتروني. واعتبر المشاركون أن حماية أمن الطيران المدني وصد التهديدات والأخطار المرتبطة به رهين بالاستثمار في الدفاع الإلكتروني والابتكار الإلكتروني والشراكات الإلكترونية. ودعا المشاركون إلى إرساء التدابير الأمنية اللازمة، القائمة على تقييم مستوى الخطر وطبيعته، خصوصا أن الطيران المدني أصبح عرضة للهجمات السيبرانية في ظل تطور الوسائل التكنولوجية وأشكال الجريمة الإلكترونية. وأشاروا إلى أن الأمن بالطيران المدني يعد محركا أساسيا لتطوير النقل الجوي والأنشطة الاقتصادية والسياحية. وكشفت نادية فتاح العلوي وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، عن الترسانة التشريعية والقانونية والمسطرية التي تم إحداثها على الصعيد الوطني، من أجل تدبير نظام الأمن بالطيران المدني، مبرزة مقتضيات جديدة أدرجت ضمن القانون 40-13 المتعلق بمدونة الطيران المدني، بشكل يتناسب مع المتطلبات الدولية المتصلة بالأمن في الطيران المدني. وأشارت الوزيرة في كلمة ألقيت بالنيابة عنها خلال افتتاح أشغال هذه الندوة الإقليمية، إلى إرساء برنامج وطني للأمن في الطيران المدني، ولجنة وطنية حول الأمن بالطيران المدني، تساهم فيها الأطراف المعنية وتعنى بدراسة وتطبيق التدابير الأمنية اللازمة قصد تحقيق الأمن والنجاعة بالطيران المدني الدولي وتحصينه ضد الممارسات غير المشروعة. وخلال هدا اللقاء الإقليمي، تم استعراض آخر الحلول المبتكرة المتعلقة بأمن الطيران المدني، وتطرقت مختلف المداخلات إلى تأثير الابتكار على أمن الطيران المدني، وكذا التهديدات القائمة وتدابير التخفيف، لاسيما في الممارسات الصناعية المرتبطة بالأمن السيبراني. وشكلت هذه الندوة الإقليمية، التي نظمت بمبادرة من المنظمة العربية للطيران المدني بشراكة مع المؤتمر الأوروبي للطيران المدني واللجنة الإفريقية للطيران المدني وبدعم من وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فرصة للمشاركين لتقاسم الخبرات والتجارب وتقوية الكفاءات والمعارف، من خلال نقاشات بناءة ومثمرة حول موضوع الابتكار والأمن الإقليمي وتدارس مواضيع هامة على صلة بالمجال. كما شكل هدا الحدث الإقليمي، مناسبة للمشاركين من أجل تقاسم المعطيات والمعلومات ومقتضيات دولية أخرى على صلة بالأمن السيبراني وتحديد المداخل الأساسية لبلورة خارطة طريق مشتركة تقلص من حجم التهديدات. ويتماشى هدا اللقاء الإقليمي مع الأهداف المنشودة، المتمثلة في مواجهة إشكالية الأمن السيبراني وتحديد المبادرات الكفيلة بالرفع من مستوى التمكن والرد على التهديدات السيبرانية. وتمحورت أشغال هذه الندوة حول مجموعة من المواضيع البالغة الأهمية همت على الخصوص "البيئة التشريعية والقانونية في مجال الطيران المدني"، و"مساهمة التكنولوجيا والابتكار في محاربة تهديدات أمن الطيران المدني"، و"مفاتيح وتحديات الصناعة في مجال تحسين التكنولوجيات ضد الهجمات السيبرانية". وتميزت هذه الندوة الإقليمية، بمشاركة حوالي 30 خبيرا دوليا أشرفوا على تأطير مختلف دورات هذا اللقاء، وكذا أزيد من 140 مشاركا يمثلون أربعين بلدا وسبع منظمات دولية و15 فاعلا صناعيا. وأتاحت الندوة فرصة للمشاركين لاستكشاف السبل والوسائل لدعم تنفيذ أولويات الملاحة الجوية المتفق عليها على الصعيدين الإقليمي والوطني وتسعى إلى إيجاد الحلول المطلوبة من خلال تطبيق الإستراتيجية القائمة على توافق الآراء لتحديث هندسة النظم استنادا إلى حزم التحسينات في منظومة الطيران. وعلى هامش هذه التظاهرة الإقليمية، تم تنظيم معرض تفاعلي عرضت فيه أحدث التقنيات في مجال أمن الطيران المدني ومجموعة من المنتجات والخدمات، إذ يشكل فرصة للمشاركين للتعرف والتواصل مع المصنعين ومقدمي الخدمات على علاقة بالمجال. تجدر الإشارة إلى أن المنظمة العربية للطيران المدني هي منظمة متخصصة تابعة لجامعة الدول العربية، أنشأت لدعم العمل العربي المشترك في مجال الطيران المدني قصد تنميته وتطويره ليستجيب لحاجيات الأمة العربية في نقل جوي آمن وسليم ومنتظم ومشارك في التنمية المستدامة وفي متناول شرائح مختلفة من المجتمع العربي.