يلتئم حولي 1000 مشارك يمثلون خبراء وباحثين ممارسين في المجال التربوي وهيئات وطنية ودولية، إلى جانب منظمات حكومية وغير حكومية معنية بالتربية والتكوين والبحث العلمي ينتمون لأزيد من 70 دولة، في النسخة الثالثة والثلاثين للكونغرس العالمي التي تحمل شعار "من أجل فعالية وتطوير المدارس"، للتداول حول دور المدرسة في تمكين الشباب، وتأهيلهم للمشاركة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية ببلدانهم. وتميز اليوم الأول من هذه التظاهرة الدولية، التي افتتحت أشغالها أمس الثلاثاء بمراكش، بالمداخلة التي قدمها الخبير الأمريكي دين فيتك تطرق من خلالها إلى الحركية الاجتماعية باعتبارها نتاج للمناصفة، ودعا إلى إشراك جميع الأشخاص لخلق حركات أخرى بين المسارات الأفقية والعمومية، وتسهيل التعاون بين الشمال والجنوب لتطوير المدارس. من جهة أخرى، أعلنت كيم شيلدكامب رئيسة الكونغرس العالمي، التي تمنت ما جاء في الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين، عن منح العضوية مدى الحياة بالكونغرس العالمي لتطوير المدارس لكل من دين فيتك وأيندي هاركريف بالنظر إلى اهتمامهما بكل ما يتعلق بالأنظمة التعليمية، والجمع بين الممارسة والعمل. وستتواصل فعاليات هذه التظاهرة الدولية الكبرى على مدى أربعة أيام، من أجل استقصاء سبل تعزيز أساليب ومقاربات تجويد أداء المؤسسات التعليمية وكذا تبادل وجهات النظر وتقاسم التجارب المرتبطة بإدماج المهاجرين في المنظومات التربوية وكذا في النسيج الاجتماعي. وتحظى هذه التظاهرة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمبادرة من وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، والمركز المغربي للتربية المدنية، بالتنسيق مع (المؤتمر الدولي حول فعالية وتطوير المدارس)، بأهمية بالغة بالنسبة للمغرب لكونها تنعقد لأول مرة ببلد إفريقي وعربي لتبادل التجارب والخبرات في المجال التربوي، والتعريف بالرؤية الإستراتيجية للملكة المغربية لإصلاح منظومة التربية والتكوين بالمغرب 2015/ 2030 ومناقشتها مع خبراء دوليين مرموقين. وتشكل هذه التظاهرة الدولية الكبرى فرصة للمشاركين من أجل تبادل الخبرات والتجارب وأنجع السبل لتحسين المنظومات التربوية، ومناسبة للمغرب وإفريقيا والعالم العربي للاستفادة من الممارسات الفضلى في مجال التربية والتكوين. ويروم هذا المؤتمر الدولي تبادل التجارب مع مدارس متنوعة في مجال إصلاح النظم التربوية، إلى جانب إبراز صورة المملكة كوجهة لاستثمارات اقتصاد المعرفة وتكريس سياسة المغرب في القارة الإفريقية من خلال حضوره ليس فقط كشريك اقتصادي، بل أيضا كفاعل مهم في تطوير التعليم على مستوى القارة، حيث تعرف هذه الدورة مشاركة 20 بلدا إفريقيا. وسيتم خلال هذا المؤتمر أزيد من 400 مداخلة سيتم عرضها في اطار محاضرات وورشات عمل وموائد مستديرة ستمكن المشاركين من تبادل الممارسات الناجحة لتحسين جودة التربية والتكوين والارتقاء بالمدرسة كحلقة أساسية في تحقيق التنمية. ووعيا من الكونغريس العالمي من أجل فعالية وتطوير المدارس، في دورته الثالثة والثلاثين بطبيعة فرص وتحديات القرن الواحد والعشرين في علاقتها بالمدرسة، سيعمل على توفير فضاء للتبادل والتعالم والتعاون بين المربين من مختلف دول العالم بصنفيها، مرتفعة ومنخفضة الدخل، وذلك بغية خلق شراكات شخصية ومؤسساتية مستدامة، تروم التحسين المستمر والتضامني للتربية من أجل الجميع. ويهدف الكونغرس العالمي من أجل فعالية وتطوير المدارس إلى تعزيز وتطوير جودة التربية وتنظيم منتديات دولية لفائدة الباحثين وأصحاب القرار والممارسين، من خلال مناقشة الأفكار الجديدة بطريقة تحليلية ونقدية، وتطوير المعرفة والسياسات والممارسات التربوية ، والتجديد والابتكار قصد تعزيز وتنمية الجودة والإنصاف في التربية من أجل الجميع وعبر العالم، وتطوير الأفكار والمعرفة والبحث في مجال التربية ونشرها للعموم. وتتمحور قضايا الكونغرس العالمي من أجل فعالية وتطوير المدارس حول موضوع مركزي يثمتل في دور التربية والتعليم ومسؤوليتهما في تمكين الشباب من المساهمة الفعلية في التنمية المستدامة، وأهمية تبادل التجارب، وتقاسم الخبرات في تحسين جودة التربية والتكوين من خلال التعاون الدولي. وتشمل أشغال هذه التظاهرة العالمية، مجموعة من المحاور البالغة الأهمية تهم على الخصوص"التربية وتمكين الشباب لتأهيلهم بهدف تعزيز مشاركتهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية" و"تحسين الجودة بالمدارس"، و"الارتقاء بالممارسات التعليمية"، و"تعزيز أدوار صانعي القرار والباحثين والممارسين في تحقيق التغيير المدرسي" و"الارتقاء بتدريس العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات"، و"التوجيه المدرسي" و"القيادة التربوية" و"تحسين التعليم الدامج للأطفال المهاجرين واللاجئين"، فضلا عن محور "تقوية الحكامة بالمؤسسات التعليمية عبر إرساء مشروع المؤسسة".