شهد المهرجان الذي نظمه المركز السينمائي المغربي، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشاركة 56 فيلما قصيرا تمثل 19 بلدا متوسطيا، من ضمنها المغرب. وأحرز فيلم "كي موكي" للمخرج ديميس هيرنانكو، حسب ما أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء، على جائزة أحسن سيناريو، ونال جائزة التشخيص ذكور مناصفة الممثلان الكرواتيان ألكسندر سيكسان وإمير موزيتش عن دورهما في فيلم بعنوان "نزهة" لمخرجه يوري بافلوفيتش، وجائزة التشخيص إناث الممثلة بولين إتيين عن دورها في فيلم "رقصة العائلة". وقررت لجنة التحكيم، منح تنويه خاص للفيلم المغربي "انتظار في 3 مشاهد" للمخرج "عبد الله زيرات"، والفيلم المغربي " دوار السوليما" لمخرجته المغربية "أسماء المدير"، إضافة إلى الأفلام الإسبانية المشاركة في هذه التظاهرة. ويحكي الفيلم الفائز في 15 دقيقة، الذي أخرجه سقراط ألافوزوس، عن رحلة داخلية لرجل من أجل العثور على طفولته المكبوحة، حيث ستدله ذاكرته على مشاهد مختارة من طفولته، فيما سيحميه عقله الباطن من الواقع الصعب ويكتشف الماضي من خلال مشاهد ملونة. وحاز الفيلم الإيطالي "في صمت" للمخرجين لورينزو فيرانتي وماتيو ريكا على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، فيما عادت جائزة الإخراج للفيلم الفرنسي "رقصة العائلة" للمخرجة ستيلا دي توكو . وقال رئيس لجنة التحكيم قويدر بناني، في كلمة بالمناسبة، إن لجنة تحكيم الدورة اشتغلت بأريحية كبيرة وفي ظروف مناسبة، مبرزا أن الأفلام المشاركة في هذه الدورة "ذي نوعية جيدة". ودعا رئيس لجنة التحكيم إلى تقليص عدد الأفلام المشاركة في الدورات المقبلة، حتى يتسنى للجنة تتبع كل الأفلام بالدقة اللازمة، وكذا تحديد عدد الأشرطة المشاركة من كل دولة في ثلاثة أفلام وتوفير إمكانية إحراز عدد من الأفلام على الجائزة الواحدة. وتشكلت لجنة التحكيم من المنتج والمخرج المغربي قويدر بناني(رئيس) والمخرجة اللبنانية ديما الحر والناقدة السينمائية المصرية بسنت حسن سلامة والمخرجة الفرنسية ماري فيرميار والممثلة المغربية سامية أقريو والناقد السينمائي المغربي احمد عريب والمنتج المغربي فؤاد شالة . وخاض 56 شريطا قصيرا غمار المنافسة، حيث شارك المغرب بخمسة أشرطة قصيرة، وهي، "نداء ترانك" لمحمد هشام الركراكي، و"حوت الصحرا" لعلاء الدين الجم، و"عبد الشر" لمحسن نضيفي"، و"انتظار في 3 مشاهد " لعبد الإله زيرات، و" دوار السوليما " لأسماء المدير. وتضمن برنامج المهرجان ، بالإضافة الى عروض أفلام المسابقة الرسمية التي احتضنتها قاعة روكسي السينمائية، تقديم درس في السينما حول "تأرجح الإبداع السينمائي بين الفيلم القصير والطويل " أطرته عضو لجنة التحكيم الفرنسية ماري فيرميار ، إضافة الى مناقشات افلام المسابقة الرسمية. وشهد حفل افتتاح مهرجان الفيلم القصير المتوسطي، الذي تأسس بطنجة سنة 2002، عرض الفيلم المغربي "طفل الشمس"، الذي أخرجه ادريس الطاهري سنة 1990 بالأبيض والأسود مقتبسا من سيناريو لجيل لوران. ويحكي هذا الشريط قصة جراد اكتسح قرية تسلدي في أقصى جنوب الصحراء، حيث سيتولى توم نيوسيد اختصاصي أمريكي في محاربة الحشرات الضارة مهمة القضاء على هذه الحشرات التي اضرت بالمنطقة بمساعدة مرافقه المغربي سامي. ويهدف المهرجان عامة إلى الارتقاء بالتجربة السينمائية المغربية على مستوى الفيلم القصير وإعطائها بعدا دوليا، وخلق إطار للقاء والحوار والتبادل السينمائي وتشجيع السينمائيين الشباب على تحقيق طموحاتهم الفنية. وتأسس مهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة سنة 2002 بمبادرة من المركز السينمائي المغربي، في عهد وزير الثقافة والاتصال آنذاك الشاعر والروائي محمد الأشعري. وأضاف أن مدينة طنجةالمدينة الأسطورة شكلت دائما ومازالت تشكل نقطة التقاء مبدعي السينما من مختلف مناطق العالم، مبرزا أن من الأهداف الرئيسية للمهرجان هو توفير فضاء لتبادل الخبرات بين المهتمين الشباب بعالم السينما من ضفتي حوض المتوسط، خاصة بما يتعلق بالأفلام القصيرة، التي تعد مدرسة في حد ذاتها في تكوين الأجيال السينمائية . ويروم هذا الحدث الثقافي أيضا تسليط مزيد من الضوء على المواهب الجديدة والأعمال الجيدة والجميلة والمساهمة في تعزيز التقارب على مستوى البحر الأبيض المتوسط كفضاء كبير للإبداع والعيش المشترك والسلام. كما أن الدورة 13 للمهرجان جاءت لتعزز وتكرس مكانة هذا الملتقى الفني في الساحة الفنية على المستوى الوطني والجهوي ودوره كفضاء لتبادل التجارب بين فناني ضفتي الأبيض المتوسط، معربا عن أمله في أن يتم تنظيم مهرجان خاص بالفيلم الطويل المتوسط.