افتتحت مساء أول أمس يوم الاثنين بطنجة ، فعاليات النسخة الثالثة عشر للمهرجان المتوسطي للفيلم القصير، بمشاركة أفلام قصيرة تمثل 19 بلدا متوسطيا، من ضمنها المغرب. وأكد مدير المركز السينمائي المغربي صريم الفاسي الفهري ،خلال حفل افتتاح المهرجان، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ،والذي حضرته شخصيات مؤسساتية ورجال الفن والسينما مغاربة وأجانب بالإضافة الى عشاق الفن السابع، على أهمية هذا المحفل السينمائي المغربي الذي اضحى موعدا سنويا لإبراز خصوصيات الفيلم القصير كتعبير سينمائي راقي يعكس الحس الابتكاري والفني في كل تجلياته، مشيرا الى أن 51 فيلما سيشارك في هذه التظاهرة تم اختيارها ضمن لائحة كانت تضم 600 فيلم مرشح، مما يدل على الاهتمام المتزايد للمنتجين والمخرجين بمهرجان طنجة كفعالية ثقافية متميزة . وأضاف أن مدينة طنجةالمدينة الأسطورة شكلت دائما ولازالت تشكل نقطة التقاء مبدعي السينما من مختلف مناطق العالم ،مبرزا أن من الأهداف الرئيسية للمهرجان هو توفير فضاء لتبادل الخبرات بين المهتمين الشباب بعالم السينما من ضفتي حوض المتوسط خاصة بما يتعلق بالأفلام القصيرة ،التي تعد مدرسة في حد ذاتها في تكوين الأجيال السينمائية . كما أبرز الفاسي الفهري أن هذا الحدث الثقافي يروم أيضا تسليط مزيد من الضوء على المواهب الجديدة والأعمال الجيدة و الجميلة والمساهمة في تعزيز التقارب على مستوى البحر الأبيض المتوسط كفضاء كبير للإبداع والعيش المشترك والسلام. ومن جهته أكد قويدر بناني رئيس لجنة التحكيم في تصريح صحافي بالمناسبة أن الدورة 13 للمهرجان جاءت لتعزز وتكرس مكانة هذا الملتقى الفني في الساحة الفنية على المستوى الوطني والجهوي ودوره كفضاء لتبادل التجارب بين فناني ضفتي الأبيض المتوسط ،معربا عن أمله في أن يتم تنظيم مهرجان خاص بالفيلم الطويل المتوسطي. وقد تميز حفل الافتتاح بعرض الفيلم المغربي "طفل الشمس"، الذي أخرجه إدريس الطاهري سنة 1990 بالأبيض والأسود مقتبسا من سيناريو لجيل لوران، ويحكي الفيلم القصير قصة جراد اكتسح قرية تسلدي في أقصى جنوب الصحراء، وسيتولى توم نيوسيد اختصاصي أمريكي في محاربة الحشرات الضارة ،مهمة القضاء على هذه الحشرات التي أضرت بالمنطقة ويصاحبه في مهامه سامي المرافق المغربي. وسيخوض 56 شريطا قصيرا في نسخة هذه السنة من هذا المهرجان ،الذي ينظم من طرف المركز السينمائي المغربي، غمار المنافسة على الجائزة الكبرى للمهرجان و جائزة لجنة التحكيم الخاصة و جائزة الإخراج و جائزة السيناريو وجائزتي التشخيص إناثا وذكورا . ويشارك المغرب بخمسة أشرطة قصيرة، وهي، "نداء ترانك" لمحمد هشام الركراكي، و"حوت الصحرا" لعلاء الدين الجم، و"عبد الشر" لمحسن نضيفي"، و"الانتظار في 3 مشاهد " لعبد الإله زيراط، و" دوار السوليما " لأسماء المدير. وتضم لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان في عضويتها كل من قويدر بناني (رئيسا)، وديما الحر (مخرجة من لبنان)، وبسنت حسن سلامة (صحفية وناقدة سينمائية من مصر)، وسامية أقريو (ممثلة)، وفرانسيسكو راموس (منتج من إسبانيا)، وعلي حسن (صحفي وناقد سينمائي)، وفؤاد شالة (منتج). وتأسس مهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة سنة 2002 بمبادرة من المركز السينمائي المغربي ، في عهد وزير الثقافة والاتصال آنذاك الشاعر والروائي محمد الأشعري. ويهدف المهرجان امة الى الارتقاء بالتجربة السينمائية المغربية على مستوى الفيلم القصير وإعطائها بعدا دوليا ، وخلق إطار للقاء والحوار والتبادل السينمائي ، تشجيع السينمائيين الشباب على تحقيق طموحاتهم الفنية