أبرز غابرييل أنه "عندما يتعلق الأمر بالسياسة الإفريقية، فإن صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس باراك أوباما يوجدان على نفس الخط"، مؤكدا أن المقاربة "المتقدمة" للزعيمين تكمن في رؤية القارة الإفريقية منخرطة في شراكات مربحة للجميع، تساعد على تعزيز الإقلاع السوسيو اقتصادي الذي تشهده القارة. وذكر الدبلوماسي الأمريكي، في هذا السياق، بأن الرئيس الأمريكي كان قد نوه، خلال قمة الولاياتالمتحدة-إفريقيا التي انعقدت بواشنطن سنة 2014، بÜ"التطور" الاقتصادي الهام الذي تشهده إفريقيا، داعيا المجموعة الدولية إلى "تغيير مقاربتها" تجاه قارة تحقق أقوى معدلات النمو في العالم. كما أشار إلى أن صاحب الجلالة أكد خلال خطابه بمناسبة المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري الأول، الذي انعقد في فبراير 2014 بأبيدجان، أن إفريقيا " ليست في حاجة للمساعدات، بقدر ما تحتاج لشراكات ذات نفع متبادل، كما أنها تحتاج لمشاريع التنمية البشرية والاجتماعية أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية". ولاحظ إدوارد غابرييل، في هذا الصدد، أن المغرب تحت، قيادة جلالة الملك، "ملتزم بشكل فعلي" بتقاسم خبراته مع الشركاء الإفريقيين، لاسيما في مجال حقوق الإنسان والحكامة الجيدة والتنمية السوسيو اقتصادية ومكافحة التطرف العنيف. وأوضح السفير الأمريكي سابقا أن المكتب الوطني للكهرباء والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب قدما مساعدة تقنية لبلدان كالتشاد وغامبيا وموريتانيا ومالي والنيجر والسينغال وليبيا والكاميرون وسيراليون. وعلى الصعيد الاقتصادي، أبرز أن المغرب يعد أحد المستثمرين الرئيسيين في القارة الإفريقية باستثمار يناهز أزيد من مليار دولار منذ سنة 2009، مضيفا أن المملكة ترتبط باتفاقيات تجارية مع 17 بلدا إفريقيا. وفي السياق ذاته، أشار غابرييل إلى أن ما لا يقل عن 16 ألف طالب إفريقي يتابعون دراساتهم في الجامعات المغربية، مشيرا إلى أن نصف هؤلاء الطلبة يستفيدون من منح دراسية. كما أن المغرب يقدم تكوينا في مجال التدبير لبلدان وسط وغرب إفريقيا لمساعدتها على تطوير خدمة مدنية فعالة. وفي المجال الديني ومكافحة التطرف العنيف، أبرز الدبلوماسي الأمريكي أن المغرب وافق على تكوين الأئمة في العديد من البلدان الإفريقية على مبادئ وقيم الإسلام المعتدل، مضيفا أن العشرات من الطلاب، رجالا ونساء، يتابعون تكوينهم بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات. وذكر إدوارد غابرييل بإحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، وهي هيئة تهدف إلى توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين في البلدان الإفريقية لتعزيز قيم الإسلام المتسامح، ومواجهة التيارات المتطرفة على مستوى الفكر والدين. وسجل السفير الأمريكي سابقا، في هذا السياق، أن كاتب الدولة الأمريكي، جون كيري، أشاد بÜ"الدور القيادي الهام" للمغرب، الذي يساعد جيرانه الأفارقة لمواجهة التطرف من خلال منحهم "دعما روحيا" يرتكز على قيم وفضائل التسامح. وخلص إدوارد غابرييل إلى أنه بفضل الرؤية الملكية الإفريقية المتقدمة، فإن المغرب يظل شريكا قويا وموثوقا به، قادرا على مساعدة البلدان الإفريقية، بتعاون مع الولاياتالمتحدة، على إيجاد استراتيجيات لتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية.