فما لا يقل عن 27 ضحية سقطت خلال الهجوم الذي استهدف، اليوم الجمعة، فندق (امبريال مرحبا)، حيث تسلل رجل مسلح إلى الجزء من الشاطئ المخصص للفندق ليشرع في إطلاق النار على المقيمين فيه. وكانت المجموعات المتطرفة أعلنت صراحة نيتها في تصعيد أنشطتها الإرهابية في تونس، خاصة باستهداف القطاع السياحي الذي يعاني أصلا من ضائقة بعد الهجوم على متحف باردو (وسط العاصمة) في 18 مارس الماضي، مخلفا 24 قتيلا ضمنهم 21 سائحا أجنبيا. وأياما قليلة قبيل حلول رمضان، ضرب الإرهاب مرتين في يوم واحد وسط وشمال غرب البلاد، مما خلف مقتل أربعة من عناصر الأمن، بما اعتبره مراقبون رسالة مشفرة بأن الشهر المقدس لن يمر من دون إراقة دماء. وقررت المؤسستان العسكرية والأمنية في تونس، عقب هاتين العمليتين في كل من ولايتي سيدي بوزيد وجندوبة، المرور إلى السرعة القصوى من خلال تنسيق تدخلاتهما لاستباق تهديدات المجموعات الإرهابية. ومنذ إطلالة شهر رمضان، لوحظ تعزيز للحضور الأمني في العاصمة وكذا في محيط المواقع السياحية بالمدن الأخرى، في إشارة إلى أن السلطات أخذت بمأخذ الجد هذه التهديدات. ويعتبر الهجوم في سوسة امتدادا للاستراتيجية المنتهجة من قبل المجموعات المسلحة خلال السنوات الأخيرة، بجعل رمضان دافعا للرفع من وتيرة العنف. ففي 29 يوليوز 2013 المواقف ل19 رمضان 1434 هجرية، قتل 8 جنود تونسيين في كمين بمرتفعات الشعامبي (على الحدود مع الجزائر)، نفذته مجموعة لها صلة بتنظيم (القاعدة). وكانت هذه العملية بداية لحرب باشرتها قوات الجيش ضد الإرهاب في المنطقة. وسنة بعد ذلك، تلقى الجيش التونسي ضربة قوية في المنطقة ذاتها، بفقده لما لا يقل عن 14 عسكريا في هجوم على مواقع عسكرية، بما اعتبر أثقل حصيلة في صفوف الجيش منذ استقلال البلاد في 1956. (و م ع)