سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الصويرة ترقص على إيقاعات 'الكمبري' و'القراقب' في افتتاح مهرجان 'كناوة' رئيس المجلس البلدي للصويرة: التظاهرة نقلت هواة 'تاكناويت' من التهميش إلى النجومية
كان الجمهور من عشاق فن كناوة، وفيا لهذا العرس السنوي، إذ حج بكثافة لمتابعة موكب الفرق الموسيقية، الذي انطلق من ساحة باب دكالة، متوجها إلى ساحة مولاي الحسن، حيث نصبت المنصة الكبرى للمهرجان، وهو التقليد السنوي الذي دأب المنضمون على نهجه، منذ انطلاق هذه التظاهرة. واستعرضت الفرق المذكورة، التي تنوعت ألوان زيها، وألوانها الموسيقية،فنونها أمام جمهور ملأ جنبات الساحة، وأمام ضيوف المهرجان والقائمين عليه، وعلى رأسهم أندريه أزولاي، مستشار جلالة الملك، ونائلة التازي، منتجة ومديرة المهرجان، اللذان توجها بعد ذلك لحضور السهرة الكبرى، التي جمعت نجوم فن الجاز، وأشهر "معلمي" فن كناوة. واستهل حفل الافتتاح بمزج فريد، كان عبارة عن إقامة فنية بين أكبر مطربي الموسيقى الكلاسيكية، حومايون خان، الشاعر والعازف الماهر الأفغاني، وبين أكبر المعلمين، حميد القصري، الذي يسافر بفنه عبر العالم، وحقق الحفل المذكور تجاوبا كبيرا من طرف الجمهور، الذي تمايل على إيقاعات النجمين، مثلما تمايل طائر النورس، فرحا وابتهاجا بانطلاق دورة جديدة من مهرجان "كناوة". ولم تقل فقرة المزج الثانية، التي جمعت ابن مراكش، "لمعلم" مصطفى باقبو، الذي برهن على موهبته المتجددة باستمرار وعزمه على التعريف بالفن الكناوي، ومجموعة ميكيلنوردسو باند الدانماركية، التي خلقت مزجا يرمز إلى خلطة دقيقة للجاز والروك والبلوز. واعتبر محمد الفراع، رئيس المجلس البلدي للصويرة، أن التظاهرة، استطاعت على مدى 18 عاما، أن تسلك مسارا ناجحا بفضل دعم القطاع الخاص، مشيرا إلى أن النسخة الجديدة لمهرجان "كناوة"، تعزز بالسند المالي لبلدية المدينة. وأوضح الفراع، في كلمته بمناسبة حفل الافتتاح، أن المهرجان ترقّى من مجرد فكرة جنينية إلى أحد أهم اللقاءات الفنية في العالم، مشيرا إلى أن هذا الارتقاء، منح مزيدا من الإشعاع الثقافي والفني لمدينة الصويرة. ولم يغير المهرجان، حسب محمد الفراع، من تاريخ "موكادور"، فحسب، بل انتقل معه هواة فن "كناوة" إلى النجومية والاحترافية، في حين تحولت موسيقى كناوة وأهازيجها من أداة للتعبير عن الوجع والألم، إلى أداة للرقي الاجتماعي والإبداع العالمي.