وطنيا، تحيي وزارة الصحة اليوم العالمي تحت شعار "ما مدى سلامة غذائك؟ من المزرعة إلى المائدة، حافظوا على سلامة الغذاء''. وتعد التسممات الغذائية من أكثر أنواع التسممات التي تسجل لدى المصالح الصحية بالمركز المغربي لمحاربة التسممات، ناتجة عن تناول أغذية، لم تخضع لشروط التخزين والتبريد المتعارف عليها، أو افتقار ظروف تحضيرها لشروط السلامة والنظافة الصحية. وأفادت مصادر طبية مسؤولة أن أكثر من 90 في المائة من التسممات الغذائية المسجلة في المغرب تكون ناتجة عن تلوث الأطعمة بالميكروبات، وما يقرب من 10 في المائة تكون ناتجة عن مواد كيميائية. وتأتي التسممات بواسطة الأغذية في المرتبة الثالثة ضمن لائحة أنواع التسممات المسجلة لدى المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، بعد الأدوية والتسمم بسبب التعرض للتسمم بواسطة غاز أحادي أوكسيد الكاربون (الاختناق بالفحم أو الغاز). ومن أهم المواد الغذائية المتسببة في التسممات، اللحوم، والدجاج، والأسماك، والحليب ومشتقاته، بينما ينتج التسمم الغذائي، في أغلب الأحيان، عن المأكولات السريعة، المعروضة في الأسواق، وكذلك في الأعراس وخلال المواسم. ينضاف إلى ذلك، تناول مواد منتهية الصلاحية، سيما في الصيف، سواء كانت عصيرا أو "ياغورت" أو حليبا، أو لعدم حفظه في المبرد، رغم استمرار صلاحية استهلاكه، أو تناول مواد غذائية، حضرت في ظروف لم تراع فيها شروط النظافة. وهناك تسممات ناتجة عن تناول مأكولات مطبوخة، تفتقر لشروط التحضير الصحية أو لقواعد التخزين، من قبيل النقانق واللحم المفروم أو السمك، وهي الأخطر، وتتطلب تدخلا طبيا دقيقا. كما ترتبط بعض التسممات بعدم استعمال بعض باعة الخبز للقفازات، وعدم الحرص على عدم لمس مثل هذه المواد الغذائية باليد قبل تنظيف اليد، رغم ما يصاحب العملية من انتقال للجراثيم إلى جسم الإنسان. ويكتسي الموضوع أهمية بالغة بالنظر إلى أن الغذاء المحتوي على البكتريا الضارة أو الفيروسات أو الطفيليات أو المواد الكيميائية، مسؤول عما يزيد عن 200 مرض، تظهر أعراضه وتتنوع مخاطره بين الإسهال وصولا إلى الإصابة بالسرطان. وتوصي المنظمة العالمية للصحة بتعزيز نظم السلامة الغذائية في جميع البلدان وفي ما بينها، من خلال تشجيعها الجهود المبذولة لتحسين السلامة الغذائية، ابتداء من الضيعات الفلاحية إلى الوجبة النهائية المستهلكة، مراعاة للتغيرات، التي تطرأ على طرق إنتاج الأغذية وتوزيعها واستهلاكها. وتحث المنظمة البلدان على الوقاية من الأمراض المنقولة بالأغذية والكشف عنها والاستجابة لها، بما يتماشى مع الدستور الغذائي، الذي يتضمن مجموعة من المعايير والمبادئ التوجيهية ومدونات قواعد الممارسات الدولية المتعلقة بالأغذية، تغطي جميع الأغذية والعمليات الرئيسية. ومن توصيات المنظمة، ضمان مأمونية الغذاء الصادرة عنها، وعلى رأسها نظافة البدن الشخصية، والفصل بين الطعام النيء والطعام المطهو، والحرص على طهو الطعام جيدا، والاحتفاظ به في درجة حرارة مأمونة، واستخدم المياه والمواد الخام الآمنة.