كانت الأممالمتحدة تعتزم عقد جولة جديدة من المحادثات في المغرب هذا الأسبوع في أحدث جهد لنزع فتيل صراع عنيف على السلطة يهدد بتقسيم ليبيا. ويمارس مجلس النواب عمله من شرق البلاد مثل الحكومة المعترف بها دوليا منذ أن سيطر فصيل يعرف باسم فجر ليبيا على العاصمة طرابلس في غشت وأعاد البرلمان المنتهية ولايته (المؤتمر الوطني العام) إلى العمل وشكل حكومة موازية. وأرجع فرج هاشم المتحدث باسم مجلس النواب السبب في تعليق المشاركة إلى تفجير انتحاري مزدوج أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنه في بلدة القبة بشرق ليبيا يوم الجمعة وأدى إلى مقتل 45 شخصا. وأضاف أن الجانب الآخر لم يندد بالتفجير الذي وقع في القبة ولا يعترف بالإرهاب في مناطقه. من جهة أخرى، قالت منظمة العفو الدولية نقلا عن شهود، أمس الاثنين، إن سبعة مدنيين لاقوا حتفهم عندما هاجمت طائرات مقاتلة مصرية أهدافا يعتقد أنها تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة درنة بشرق ليبيا الأسبوع الماضي. وشنت مصر غارات جوية على أهداف للدولة الإسلامية الأسبوع الماضي بعد يوم من نشر الجماعة المتشددة لتسجيل مصور يظهر قتل مجموعة من المصريين المسيحيين ذبحا. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد الماضي، إن القوات الجوية ضربت 13 هدفا بعد دراسة متأنية واستطلاع دقيق لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين. لكن منظمة العفو الدولية ومقرها لندن قالت في تقرير "شهادات جديدة لشهود عيان ... تشير إلى أن القوات الجوية المصرية أخفقت في اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند تنفيذ الهجوم الذي قتل سبعة مدنيين في حي سكني بمدينة درنة الليبية يوم 16 فبراير". وقالت نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية حسيبة حاج صحراوي "انضمت مصر الآن إلى صفوف الذين يضعون المدنيين في خطر بليبيا... قتل سبعة مدنيين ستة منهم في منازلهم يجب أن يخضع للتحقيق لأن ذلك يبدو غير متناسب". وقالت المنظمة إن الطائرات المصرية قصفت أهدافا معظمها عسكرية في درنة لكن شهودا قالوا إن صاروخين سقطا على مناطق سكنية مكتظة بالسكان قرب الجامعة بالمدينة. وأضافت المنظمة "ضرب صاروخ منزلا من أربعة طوابق لعائلة الخرشوفي مما أسفر عن مقتل أم وأطفالها الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة وثمانية أعوام كما أصيب والدهم وطفل آخر... سقط صاروخ آخر على شارع بين منازل مدنيين مما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى آخرين". ولم يتسن الوصول إلى متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أو الجيش لطلب التعقيب. ويصعب التحقق من الأحداث في درنة لأن معظم نشطاء حقوق الإنسان المستقلين والصحفيين غادروا المدينة بعدما اشتكوا من تهديدات الإسلاميين. وعمت الفوضى ليبيا إذ توجد حكومتان وبرلمانان يتنازعان على السلطة فيما يستغل إسلاميون متشددون فراغ السلطة بعد أربع سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي. وفي رد فعل انتقامي على الضربات الجوية المصرية نفذ مقاتلو الدولة الإسلامية تفجيرا مزدوجا بسيارتين ملغومتين الجمعة في مدينة القبة بشرق ليبيا مما أسفر عن مقتل حوالي 42 شخصا.