تخصص مؤسسة الربوة فعاليات هذه الندوة لقراءات في بعض أعمال الراحل، خاصة منها تلك التي تتطرق إلى التحول الديمقراطي، وإلى مسألة تحديث التعليم، وتحديث الفكر والمجتمع، وإلى قضايا حقوق الإنسان بالمغرب، وهي القراءات التي سيقدمها مثقفون وباحثون. وسيشكل اللقاء مناسبة للإعلان عن الموقع الإلكتروني الخاص بالراحل الذي أوكلت إليه عدة مهام من بينها عضوية الجنة الخاصة للتربية والتكوين وهيأة الإنصاف والمصالحة، المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان. وسيشتمل الموقع على مختلف كتاباته، وعلى شهادات في حقه تؤرخ من جهتها للدور الذي قام به الراحل كفاعل مدني وكمفكر ساهم في بناء وثائق وطنية هامة، تصورا وصياغة، كالدستور، ووثيقة الجهوية الموسعة، وتقرير هيئة الإنصاف والمصالحة، وتقرير الخمسينية للتنمية البشرية، والميثاق الوطني للتربية والتكوين.... وكلها وثائق بصمت وما تزال، التاريخ المعاصر للمغرب. ويأتي تنظيم اللقاء في إطار سلسلة "قراءات في الدراسات الإنسانية المغربية"، واحتفاء بمكانة أحد رموز الفكر المغربي، وتقديرا لمساهماته النظرية الوازنة في الميدان الثقافي والتربوي والسياسي، وفق ما أعلنته خديجة شاكر، رئيسة مؤسسة الربوة للثقافة والفكر ل"المغربية". ويعتبر الراحل محمد بردوزي، أستاذ العلوم السياسية (كلية الحقوق الرباط - أكدال)، شخصية مغربية بارزة، ومثقفا سياسيا وحقوقيا وتربويا فذا، ساهم، بشكل فعال، في صياغة العديد من الوثائق الأساسية التي ما تزال تعتبر مرجعا جوهريا لبناء صرح المغرب الحديث وتحديد معالمه الجديدة والمأمولة، سواء في المجال السياسي أو الحقوقي أو القانوني أو في مجال الديمقراطية أو الحكامة أو التربية أو العدالة والمساواة. وتؤكد الورقة التقديمية للندوة أن العودة إلى مؤلفاته ومقالاته وإسهاماته العديدة، المقترحة للقراءة في هذا اللقاء، هي احتفاء بذكراه، واعتبار لقيمة أعماله، وتقدير لمساهماته الوازنة في رسم الملامح التي نتوق جميعا إلى رؤيتها مجسدة في كيان المغرب الحديث. ترك الفقيد مجموعة هامة من الكتب نذكر منها: "البنيات والدينامية الاجتماعية بالمغرب"، "تحديث التعليم في المغرب من الميثاق إلى التفعيل"، "بنيات المغرب ما قبل الاستعمار"، "حتميات ديمقراطية"، "علم النفس وفن التربية". بالإضافة إلى مقالاته حول العديد من المواضيع والقضايا الراهنة، نذكر منها: " المدينة، السلطة والسلطة المضادة"، "أسس الحكامة"، "الحقوق الإنسانية لمواجهة الإرهاب...". وجاء في الورقة نفسها أنه "اعتبارا لأهمية هذه المساهمة الفكرية المتميزة ولدورها في إثراء الفكر المغربي المعاصر، وكذا لقيمتها العميقة وتأثيرها الفاعل في مسارات الإصلاح وفي التحولات التي يعيشها الوطن؛ فإن قراءتها وفتح النقاش حول الإشكالات التي تطرحها، هو اعتراف بحضورها المستمر وبحياتها المتجددة، وهو في الآن نفسه، تقدير عميق لمنتجها ولروحه المحبة لهذا الوطن، ولإرادته القوية في المساهمة في بنائه وتطويره وتحديثه". مؤسسة الربوة للثقافة والفكر تعد مؤسسة الربوة للثقافة والفكر، التي تنظم هذه الندوة الفكرية، جمعية ثقافية مستقلة تعمل في المجال الثقافي والحقوقي والفكري وتهدف إلى الإسهام في نشر الثقافة المغربية وإثراء النقاش حولها فكريا وحقوقيا، مع الانفتاح على ثقافات الشعوب الأخرى. ومن الأهداف التي رسمت مؤسسة الربوة لنفسها، وفق ما أكدته خديجة شاكر ل"المغربية"، المشاركة في الأنشطة الثقافية والحقوقية والتربوية وطنيا ودوليا، والتعريف بالإنتاجات الفكرية والحقوقية والأدبية والتربوية والفنية والعلمية، وتنظيم قراءات هادفة لبعض هذه الإنتاجات وفتح النقاش حولها، العمل على توسيع مجالات التأثير الثقافي للإنتاجات الفكرية والأدبية والعلمية والتربوية والفنية في المجتمع المغربي، والقيام بمختلف الأنشطة التي تحقق النهوض بالثقافة المغربية فكريا وحقوقيا. وأفادت خديجة شاكر أن مؤسسة الربوة قامت، منذ تأسيسها، بتنظيم لقاءات وندوات في مختلف مجالات اهتمامها، من قراءات في الأدب النسائي المغربي بمرجعية حقوقية كونية، وتنظيم لقاءات مع مبدعات مغربيات وتقديم قراءات في أعمالهن وفتح النقاش حولها، مع تقديم ومناقشة الدراسات الإنسانية المغربية، وخاصة الدراسات السوسيولوجية التي تعنى بقضايا المرأة المغربية وتنظيم قراءات في الروايات المغربية والعربية والعالمية الحائزة على جوائز. وتعتزم مؤسسة الربوة، في إطار مشاريعها المسطرة، مواصلة التعريف بالأدب النسائي المغربي، والتعريف بالدراسات الإنسانية وبالبحوث الأكاديمية المهتمة بالمجتمع المغربي، وبالمرأة المغربية خاصة، وتنظيم قراءات في الإنتاجات الأدبية والتربوية والفكرية المغربية والعربية والعالمية، كما تعتزم إحداث مركز الربوة للدراسات، وإصدار مجلة ثقافية باسم المؤسسة، وإحداث جائزة تشجيعية سنوية باسم المؤسسة لفائدة المبدعين والباحثين من الشباب ومن النساء، وتنظيم حملات وقوافل مكتباتية من أجل تشجيع الاطلاع على الإنتاجات الثقافية بصفة عامة والإنتاجات الثقافية المغربية بصفة خاصة، وذلك لفائدة دور الفتاة والمكتبات المدرسية في المجال القروي خاصة.