يقع الكتاب، الصادر عن "مطابع الرباط نت"، في 223 صفحة من القطع المتوسط، وهو جزء أول، ما يوحي بأن المؤلف يعتزم إتباع هذا العمل بإصدار آخر، في إطار محاولاته الرامية إلى تعميق الحفر والتنقيب في ذاكرة مدينة تازة. جاء هذا العمل، كما يحيل على ذلك عنوان الكتاب، بمثابة احتفاء من طرف صاحبه بعبد الهادي التازي، الذي يشترك مع المدينة في الاسم، ولو أنه من أسرة فاسية، قد تكون جذورها البعيدة من تازة. كتب عبد الهادي التازي في تقديمة للكتاب "عندما طلب مني الأستاذ البحاثة السيد العلوي الباهي أن أقدم لتأليفه... ذكرني برؤوس أقلام عن تازة، كان سمعها مني في أحاديث خاصة معه، لكنه ترك لي حرية في اختيار العنوان، وإذ أشكره على فسح المجال لي في الاختيار، أقترح عليه وعلى قارئي الكتاب عنوان +ثريا تازة+". ثم يشير صاحب التقديم إلى أنه، رغم تعاطفه مع نسبة اسمه لهذه المدينة، فإنه لم يسبق ان وضع قدميه فيها إلا يوم الجمعة 13 نونبر 1959، بمناسبة انعقاد المؤتمر الثالث للآثار في العالم العربي، بمدينة فاس، عندما تحدث عن "الثريا الكبرى" بجامع القرويين، وعن شبيهتها، ثريا الجامع الأعظم بمدينة تازة، فأثار بذلك فضول المشاركين في المؤتمر، الذين طلبوا الذهاب إلى تازة للوقوف على "هذه المعلمة التاريخية، التي استوقفت طويلا الباحثين الأثريين، خاصة عندما قرأوا ما نقش عليها من كلمات دالة". جاء في مطلع ثريا الجامع الكبير بتازة العليا، التي تعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي: يا ناظرا في جمالي حقق النظرا *** ومتع الطرف في حسني الذي بهرا أنا الثريا التي تازا بي افتخرت *** على البلاد فما مثلي الزمان يرى وفي أربعة فصول من الكتاب، يقدم الباحث امحمد العلوي الباهي شذرات من كتابات ووثائق عبد الهادي التازي عن مدينة تازة، ونماذج من أسماء وجوه وفعاليات قديمة وحديثة من المدينة ونواحيها، برزت في مجالات عسكرية وثقافية وفكرية وفنية. وسبق أن صدرت أعمال أخرى للباحث امحمد العلوي الباهي، منها "علماء تازة ومجالسهم العلمية"، و"المرأة المغربية عبر التاريخ"، و"اللاعب الدولي الممتاز"، و"وإملشيل ويطو".