سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مراكش تحتضن ابتداء من اليوم القمة العالمية لريادة الأعمال بمشاركة ما لا يقل عن 3000 من رجال أعمال ورؤساء دول وكبار المسؤولين الحكوميين ومقاولين شباب
المدينة الحمراء عاصمة عالمية للمقاولات الصغرى والمتوسطة والمقاولة المتجددة
يأتي هذا الاجتماع في إطار القمة العالمية الخامسة لريادة الأعمال، التي تقام لأول مرة ببلد عربي إفريقي، والتي تشكل موعدا عالميا متميزا بالنسبة للمقاولات الصغرى والمتوسطة وروح المقاولة. ويجسد تنظيم هذه التظاهرة بالمدينة الحمراء، المقامة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار "تسخير التكنولوجيا لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال"، الدور الفعال الذي تضطلع به المملكة في مجال التنمية الاقتصادية الشاملة للقارة الإفريقية، وريادتها في دعم روح المبادرة وإدماج الشباب والمرأة في الاقتصاد. وترمي القمة العالمية لريادة الأعمال، التي أطلقها الرئيس الأمريكي باراك أوباما سنة 2009، إلى مد الجسور بين رجال الأعمال والبنوك والمقرضين والمستثمرين، وغيرهم في الولايات المتحدة والمجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم. ويأتي اختيار المدينة الحمراء لاحتضان الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الأعمال، بعد انعقاد أول قمة سنة 2010 بواشنطن، تلتها الدورات اللاحقة بدبي واسطنبول وكوالالمبور. وأبرزت الوزيرة المنتدبة في الشؤون الخارجية والتعاون، امبركة بوعيدة، خلال تقديم هذا الحدث العالمي البارز، أن اختيار "المغرب لتنظيم هذه الدورة الجديدة من القمة لم يأت من فراغ، وجاء ليعكس العلاقات الممتازة القائمة بين المغرب والولايات المتحدةالأمريكية". وأضافت أن المغرب يتوفر على نموذج استثنائي في ما يخص الاستقرار السياسي واختياراته الاقتصادية الصائبة، جدير بالتقاسم والتشجيع، مشيرة إلى أن انعقاد هذه الدورة بالمملكة، يندرج في إطار استمرارية أهداف الحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة، منذ عام 2010. وشرع المغرب، الذي يتمتع باستقرار سياسي واجتماعي، منذ سنوات، في القيام بالعديد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية العميقة لإرساء دولة الحق وتحسين تنافسية الاقتصاد الوطني. ومكنت الاستراتيجيات القطاعية المتجددة المغرب من التموقع كفاعل يحتذى في مهن جديدة من قبيل صناعة السيارات وصناعة الطيران والطاقات المجددة والصناعة الكهربائية وصناعة الأدوية والأوفشورينغ. بدورها، تستفيد القطاعات التقليدية من قبيل السياحة والفلاحة من مخططات استراتيجية للتنمية ورؤية تمتد على مدى 20 سنة المقبلة. كما يعد المغرب فاعلا رئيسيا في الدينامية الجديدة التي تشهدها القارة السمراء، فإلى جانب الروابط التاريخية والثقافية والسياسية التي تجمع المملكة بالعديد من البلدان الإفريقية، يتوفر المغرب اليوم على رؤية واضحة وثابتة بخصوص الشراكة جنوب-جنوب، التي تعد بتحقيق التطور والازدهار والنمو والتنمية بالنسبة للسكان المحليين. كما تعتبر المملكة منفذا رئيسيا إلى قارة مليئة بالفرص والتحديات. وتشكل القمة العالمية لريادة الأعمال أرضية لتبادل الأفكار والتجارب المبتكرة، ومناسبة للانفتاح على العالم واكتشاف فرص جديدة وتطوير روح المقاولة وتعزيز وتوطيد الأواصر بين رجال الأعمال عبر العالم. وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، صرح خلال الإعلان عن إحداث هذا المنتدى سنة 2009، بأن روح المقاولة شكلت إحدى الدعامات الأساسية للتنمية وتحسين الوضعية الاقتصادية ومستوى عيش السكان ما يفرض مد رجال الأعمال بالكفاءات والموارد الضرورية، من أجل مواجهة المنافسة وتحقيق الازدهار في القرن 21. ويتمحور الموضوع الرئيسي لهذه الدورة حول التكنولوجيا التي تكتسي راهنية، وتتيح فرصا مهمة، وتسهم في تعزيز التعاون وخلق الرأسمال وتحفيز التنمية البشرية وتسهيل تبادل المعلومات والأفكار. وتتيح التكنولوجيا، أيضا، لرجال الأعمال تشكيل رؤية ومعرفة شاملة لتحويل فكرة إلى منتوج أو خدمة قابلة للتسويق وتطبيق داخل نطاق واسع من القطاعات. كما يستفيد رجال الأعمال من التكنولوجيا الحديثة في خلق الإمكانيات وبعث روح الأمل في بناء نموذج للنمو الاقتصادي فعال يستجيب لطموحات شباب اليوم. كما أن التكنولوجيات الحديثة تغذي روح الابتكار وتسمح بنشر الأفكار عبر مختلف بقاع العالم، فيصبح بإمكان كل شخص المساهمة في تطوير سوق حيوي ومفيد، فضلا عن إتاحة إمكانيات زاخرة لضبط الموارد المادية واللامادية للدول من أجل تحفيز النمو الاقتصادي. وانطلاقا من دورها الفعال في الجمع بين الرأسمال البشري والاجتماعي، فإن التكنولوجيا لا تسمح فقط بخلق الثروة ولكن، أيضا، بمناقشة القضايا التي تكتسي أهمية كبيرة. ويتوقع أن تشهد هذه القمة حضور أزيد من 3000 مندوب يتحدرون من أزيد من 50 بلدا، من أجل التبادل والمناقشة وخلق فرص جديدة للشراكات والأعمال مبنية على روح الابتكار والفرص الجديدة التي تتيحها التكنولوجيات الحديثة. كما تشكل القمة مناسبة لاستعراض الأفكار المبتكرة لنساء ورجال الأعمال ودبلوماسيين وشخصيات رسمية وحاملي مشاريع وخبراء في مجال المقاولة وممثلي صناديق الاستثمار ومؤسسات مالية ومنظمات غير حكومية وأساتذة جامعيين ومحللين مرموقين. وستقام أشغال القمة العالمية الخامسة لريادة الأعمال على شكل جلسات عامة وموائد مستديرة وتظاهرات ملحقة بناء على برنامج غني ومتنوع، سيتمحور حول عدة مواضيع تهم الاندماج الإقليمي والنمو الاقتصادي المستدام والابتكار الاجتماعي للشباب والتنمية البشرية والهجرة. وخصصت قمة مراكش حيزا مهما للنساء واعتماد مقاربة النوع في التنمية من خلال تنظيم يوم خاص بريادة الأعمال النسائية "وومنز أنتروبرونرشيب داي"، يهدف إلى تجميع النساء المقاولات والأطراف الأخرى المشاركة من أجل التبادل وتقاسم الممارسات الفضلى واستعراض النجاحات بغية التشجيع والتحفيز على ولوج عالم الأعمال والقيام بأنشطة من شأنها المساهمة في تفعيل روح المقاولة النسائية. وتعد القمة مناسبة، أيضا، بالنسبة للمغرب لاستعراض الجهود المبذولة لتحقيق الاندماج السوسيو اقتصادي للمرأة، وتعزيز الرؤية الإفريقية للمملكة، خاصة في ما يتعلق باندماج النساء المقاولات الإفريقيات في النسيج الاقتصادي، من أجل تحقيق نمو شامل بالقارة. ويتوقع أن تشهد القمة مشاركة أمريكية مكثفة يعكسها حضور نائب الرئيس الأمريكي، جوي بايدن، الذي سيترأس الوفد الأمريكي في أشغال هذه الدورة، فضلا عن كاتبة الدولة في التجارة، بيني بريتزكير، وعدد مهم من رجال الأعمال الأمريكيين. وتستفيد قمة مراكش، التي تنظم بشراكة بين المغرب والولايات المتحدةالأمريكية، من دعم وانخراط العديد من الهيئات المغربية العمومية والخاصة من قبيل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والاتحاد العام لمقاولات المغرب والمجموعة المهنية لبنوك المغرب وشركة اتصالات المغرب، والتجاري وفا بنك، إلى جانب العديد من الشركاء من وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية. ويعول المغرب والولايات المتحدة كثيرا على نجاح القمة العالمية الخامسة لريادة الأعمال، التي تعتبر حدثا متميزا، خلال سنة 2014، والخروج بتوصيات يتم تفعيلها، من خلال لجنة للمتابعة والتنفيذ. كما تجسد قمة مراكش إرادة المملكة في الانفتاح أكثر فأكثر على المحيط العالمي، وإبراز الأنشطة والجهود التي تقوم بها في مجال الانفتاح الاقتصادي، والتعاون الدولي والإقليمي والقاري، الذي يجد له صدى إيجابيا بالجانب الآخر من المحيد الأطلسي.