حاز المغربي نور الدين بلاوي، أخيرا، بالولايات المتحدةالأمريكية على جائزة "الأوسكار ميرلين 2014" الممنوحة من طرف المنظمة العالمية لفنون الخدع البصرية اعترافا بمساهمته الفعالة، على مدى ربع قرن، في إشعاع فن الألعاب السحرية على الصعيد العالمي. جاء هذا التتويج عقب حصوله في نهاية السنة الماضية على شهادة الدكتوراه في هذا المجال، الذي يعتبره بلاوي ليس دربا من دروب الدجل أو السحر أو الشعوذة بقدر ما هو فن حركي لخلق نوع من الفرجة والمتعة لدى المتلقي، مستندا في ذلك على تقنيات لا تخلو من الخفة والتركيز مع مراعاة الجانبين السيكولوجي والنفسي للمشاهد. يقول نور الدين البلاوي (من مواليد 1967)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الجائزة مفخرة لبلد يؤكد دوما أنه يزخر بطاقات إبداعية فياضة بإمكانها اختراق العالمية في مختلف الميادين، بما في ذلك فن الخدع البصرية الذي كان إلى حد قريب حكرا على نخبة من النجوم الأجانب فقط. واستطرد قائلا أن ولعه بهذا اللون الإبداعي كان في البداية محاولة لإشباع فضوله الطفولي اقتداء ب"البهجة"، أحد فناني السحر بحلقات جامع الفنا بمراكش، والذي أطلق العنان لمخيلته، وهو في عامه السادس، ليمضي نحو استباق الزمن مستكشفا عالم الخدع البصرية باقتنائه للكتب المتخصصة إلى حين التقائه في أول تجربة حقيقية مع فنان السحر الكندي كارل كلوتيي في سنة 1994 بجزر الكارايبي. على إثر ذلك ازداد شغفه بهذا العالم، وفي غياب مدارس من هذا النوع بالعالم العربي، جاب الآفاق متنقلا بين العديد من الدول الغربية متسلحا بما راكمه من معارف في الفن التشكيلي وفن الخط العربي والمسرح والسينوغرافيا التي فتحت له الأبواب للاشتغال في القنوات التلفزية والفنادق الاجنبية لإظهار مواهبه متعددة الأبعاد مع العمل على صقلها في احتكاك دائم مع فناني الألعاب السحرية العالميين المترددين على هذه الأماكن. لم يقف هذا الفتى العصامي عند هذا الحد بل انضم لأكبر تجمع عالمي لفناني السحر بإنجلترا ليكون بذلك المغربي الوحيد على الصعيد الإفريقي والعالم العربي من ضمن أعضاء هذا النادي العريق الذي تمتد جذوره الى سنة 1905. وسمحت له الظروف بإجراء إطلالات بين الفينة والأخرى على الجمهور المغربي من خلال العديد من التظاهرات، منها المهرجان العالمي للسحر في 2008 بمراكش ودورتي 2010 و2012 لبطولة الألعاب السحرية بالصويرة ومراكش ومهرجان الضحك في حلته الثانية في 2012 بالمدينة الحمراء، فضلا عن حضوره القوي بمحافل دولية شملت أساسا كل من لاس فيغاس وباريس ولندن وأثينا وروما وسنغافورة وغيرها. ومن أجل الارتقاء بهذا الفن، بادر نور الدين بلاوي، مع زمرة من الفاعلين المغاربة، إلى خلق نادي مغربي للألعاب السحرية حظي باعتراف من قبل ساحر القرن الأمريكي دافيد كوبيرفيلد، ويتوخى من ورائه تقنين هذا القطاع حتى يسمو إلى مضاهاة ما هو معمول به عالميا. وبهذا المسار الحافل، استطاع نور الدين بلاوي أن يحجز لنفسه مقعدا متقدما بين عمالقة فنون الخدع البصرية على مستوى العالم الذين لهم باع كبير في هذا الميدان من قبيل الثنائيين "سييجفريد وروي" و"بين وتيلير" وكريس أنجل.