"ناضل يا محامي .. من أجل الكرامة والحرية"، و"كرامة ...حرية...عدالة قضائية"، و"يا محامي احتج احتج باركه ما تتفرج"... بهذه الشعارات وغيرها خرج المئات من محامي الدارالبيضاء، أمس الأربعاء، في وقفة احتجاج أطلقوا عليها اسم "يوم الغضب"، ببهو المحكمة المدنية بالبيضاء. وجاب أزيد من 300 محام، يتقدمهم عمر ودرا، نقيب هيئة المحامين بالبيضاء، مرتدين بذلهم الرسمية، ردهات المحكمة المدنية، وطافوا بجلساتها ومرافقها، انطلاقا من بهو الاستقبال إلى خارج الباب الرئيسي، رافعين شعارات تعبر عن غضبهم من مضامين مجموع مسودات مشاريع القوانين المعروضة من طرف وزارة العدل والحريات، خاصة مسودتي مشروعي قانوني المسطرة المدنية والمسطرة الجنائية. كما نزع المحامون المحتجون في آخر الوقفة الاحتجاجية، الياقة البيضاء، التي تميز البذلة الرسمية للمحامين، كنوع من الاحتجاج، وتعبيرا عن "إصرارهم على خوض معركة النضال ضد كل ما يمس حقوق الدفاع والمواطن في الولوج المتبصر للعدالة". وحمل المحامون لافتات كتب عليها "قانون المسطرة المدنية دعوة صريحة للعشوائية في المجال القضائي"، و"مشروع قانون المسطرة المدنية مس بحق المواطنين في الولوج المتبصر للعدالة". وكان المحامي عبد اللطيف أيت بوجبير، بهيئة الدارالبيضاء، قال ل"المغربية" إن "يوم الغضب، احتجاج من المحامين على مضامين مسودات مشاريع القوانين، التي تتجاهل مضامين دستور 2011، والالتزامات الدولية للمغرب من خلال الاتفاقيات الدولية الخاصة بدور المحامي"، موضحا أن "الوقفة تأتي احتجاجا على المس بحق المواطنين في ولوج متبصر ومستنير للعدالة، وأيضا، مطالبة بحق المواطنين في خدمات قضائية ذات جودة ومهنية. وكانت مجموعة من الإطارات الجمعوية المهنية للمحامين بالدارالبيضاء دعت إلى هذه الوقفة، ونظمت، الاثنين المنصرم، لقاء بمقر نادي المحامين بالبيضاء، حيث جرى وضع اللمسات التنظيمية للوقفة، خاصة مسألة الشعارات، التي اتفق الجميع على ضرورة أن تبقى "شعارات مهنية بحتة". وأكد المحامون خلال وقفة "يوم الغضب" أنها "خطوة أولى، ستعقبها مجموعة من الأشكال الاحتجاجية والنضالية، قصد الدفع بالوزارة إلى التقيد بمقتضيات الدستور، وبالتزامات المغرب الدولية في صياغة مسودات مشاريع القوانين المعروضة".