أعرب المخرج المغربي حسن بن جلون عن سعادته باختيار فيلمه "القمر الأحمر"، ضمن إقصائيات مسابقة الأوسكار فئة أحسن فيلم أجنبي، مبرزا أن التكاليف الباهظة التي تتطلبها مثل هذه المسابقات تعيق الفيلم المغربي من المنافسة إلى آخر المراحل. وقال بن جلون في حوار مع "المغربية"، إننا كمغاربة يجب أن نتحد جميعا حول فيلم"القمر الأحمر" لمنحه التشجيع والدعم المعنوي ليكون له صدى وبعدا، مستغربا الزوبعة التي أثيرت حول اختيار الفيلم، لتمثيل المغرب في الأوسكار. أولا هنيئا باختيار فيلمكم "القمر الأحمر" لدخول غمار مسابقة جائزة الأوسكار2015، ماذا يشكل لكم هذا الحدث؟ إنه حدث مهم بالنسبة لي،يسعدني جدا،لأن فيلم "القمر الأحمر"وصل إلى مرحلة مهمة،واختير ليكون ضمن 64 فيلماأجنبيا ضمن مسابقة عالمية مثل الأوسكار،رغمأننا ليس لدينا أمل لكي نصل بهإلى مرحلةأن يكون من ضمن الأفلام 5 الأواخر أمام اللجنة المكلفة بالتتويج في المسابقة.المهم أن الفيلم سوف يتعرف عليه العالم بكامله، وسيكون له صدى ووجود والحمد لله. قلتم لا يوجد أمل في الوصول ب "القمر الأحمر" إلى مرحلة الأفلام 5 الأواخر. في نظركم،ما الذي يعترض الفيلم المغربي، لينافس ضمن المراحل الأخيرة من مسابقة الأوسكار؟ عندما يختار الفيلم الذي سيشارك في إقصائيات الأوسكار تأتي بعد ذلك عدة مراحل قبل مرحلة الاختيار أمام اللجنة المختصة، هذه المراحل تتطلب مواكبة العمل على جميع المستويات، وتتطلب تكاليف مادية باهظة،بدءا بتكاليف السفر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، لوس أنجلس، إلى كراء قاعات للعرض ما قبل الأول، وعقد عدة لقاءات مع المكلفين بتقييم الأفلام، وصحافيين ونقاد، وعدة أشخاص في المجال،للترويج للفيلمكي يكون ضمن الأفلام المختارة،وهؤلاء طبعا تجري دعوتهم من خلال إقامة حفلات وكوكتيلات ودعوات للعشاء. في الواقع في مثل هذه المناسبات يتصلون بنا منظمون من عدة جهات من لوس أنجلس،يقترحون علينا خدماتهم في هذا المجال، بتكلفة مادية يحددونها، لكن مع الأسف لا نملك المال لذلك. في كل مرة المعيقات نفسها تعترض الإبداع السينمائي،ألا تطالبون الجهات المسؤولة بحلول؟ إدارة الإنتاج هي التي تتكلف بهذه المهام، ربما قد يتغير الوضع مستقبلا، في حالة ما إذاكانت هناك خطة جديدة من قبل وزارة الاتصال،أو من قبل المسؤولين في الدولة،إذا ما أرادوا أن يبادروا لتشجيع الفيلم في الأوسكار. اختيار فيلم"القمر الأحمر"،جاء طبقا للمعايير التي وضعتها الأكاديمية الأمريكية للفنون وعلوم الصورة المتحركة، هل يمكن أن تعرفنا أكثر عن هذه المعايير؟ من المعاييرأن تتوافر في الفيلم المرشح لمسابقة الأوسكار الجودة في الصورة وفي الصوت وفي عدة أشياء.ثانيا هناك معايير خاصة، يجب أن يكون سبق للفيلم عرضه في بلده الأصلي داخل القاعات السينمائية، وحقق مدخولا نسبياجماهيريا.أيضا أن يكون الفيلم وقع عليه الاختيار من قبل لجنة من داخل بلده. هناك انتقادات واجهها فيلم "القمر الأحمر" كونه عملا لا يستحق الترشيح ضمن إقصائيات الأوسكار، كيف ترد على هذه الانتقادات؟ ردي هو أنني لن أرد على أي أحد. أعتقد أننيمهما قدمت من أعمال فسيكون رأي هؤلاء كله انتقادات. للأسف هؤلاء هذه طريقتهم في التعامل معي، واعتدت على ذلك، وهذا شيء معروف ولا أعيره أي اهتمام. حقا أستغرب للزوبعة والضجة اللتينأثيرتا حول اختيار "القمر الأحمر"، ضمن مهرجان الأوسكار، أتساءل هل يستدعي الأمر كل هذه المناوشات؟ هل فعلاهم على حق؟ لماذا لم يثيروا هذه الزوبعة في السنوات الماضية؟في الوقت الذي يجب أن يتحدوا جميعا حول الفيلم لمنحه التشجيع والدعم المعنوي ليكون له صدى وبعدا،ففي الأول والأخير الفيلم يمثل المغرب والمغاربة في هذا الحدث العالمي. على العموم هم أحرار في آرائهم، لأن الفيلم يبقى عملا فنياقد يعجبأناسا وقد لا يعجب آخرين،ناهيك علىأنني إنسان مشغول جدا، ولا أملك الوقت للتفكير في انتقاداتهم وآرائهم. ما رأيك في المدير الجديد للمركز السينمائي المغربي؟ هو رجل سينما وله باع طويل فيها،منتج، وكان رئيسا ضمن لجنة المنتجين، شارك في عدة جلسات للجنة الإدارية للمركز السينمائيلسنوات. نتمنى له النجاح والتوفيق في المهام الموكولة إليه. ما هي مشاريعك المقبلة؟ قدمنا مشروعا تليفزيونيا للقناة الثانية وننتظرالرد، هناكأيضا مشروع فيلم بالأمازيغية، فقد كنت أحلم دائما بإنجاز عمل أمازيغي،ثم فيلم سينمائي قدمته للجنة الدعم، أتمنى إن شاء الله أن يوافق عليه، ويكون من ضمن الأفلام المقبولة. نبذة عن المخرج حسن بن جلون المخرج السينمائي حسن بن جلون من مواليد 1950 بمدينة سطات، حاصل على دبلوم في الإخراج من المعهد الحر للسينما الفرنسية بباريس سنة 1983 .وضع بصمته الإخراجية بقوة وجرأة على الساحة السينمائية المغربية. أبدع العديد من الأعمال السينمائية خلال تجربته في مجال الإخراج السينمائي، نذكر منها "عرس الآخرين"،و"يريت"، و"محاكمة امرأة"، و"شفاه الصمت"، و"أصدقاء الأمس"، و"درب مولاي الشريف"، أو الغرفة السوداء"، و"فين ماشي يا موشي"، و"القمر الأحمر"، و"المنسيون"، فضلا عن الأفلام الوثائقية والأشرطةالتلفزية. وكلها أعمال حازت جوائز مهمة في المهرجانات الدولية والوطنية. كما اقترن اسم المخرج حسن بن جلون بأعمال أثارت جدلا في الساحة السينمائية والإعلامية، لإصراره على اقتحام ومعالجة مواضيع كانت إلى حدود سنوات التسعينيات غائبة عن المشهد السينمائي، مثل الهجرة السرية، وواقع المرأة، وفترة سنوات الرصاص.