قال أستاذ العلوم السياسية الأرجنتيني، كارلوس أدالبرتو أغوزينو، إن الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، للدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، هو شهادة "بليغة" على الموقع القيادي لجلالته في القارة الأفريقية. أكد أستاذ العلوم السياسية في مقال، أوردته وكالة الأنباء المستقلة بالأرجنتين، أن خطاب جلالة الملك هو مرافعة لصالح بلدان الجنوب وبصفة خاصة البلدان الأفريقية، حيث شدد جلالته بالخصوص على حقها في بناء نموذجها الخاص للتنمية وفقا لخصوصياتها الثقافية. وأبرز كاتب المقال أن جلالة الملك أكد في هذا الصدد "أن تحقيق التنمية المستدامة، لا يتم بقرارات أو وصفات جاهزة. كما أنه ليس هناك نموذج واحد في هذا المجال. فكل بلد له مساره الخاص، حسب تطوره التاريخي، ورصيده الحضاري، وما يتوفر عليه من طاقات بشرية، وموارد طبيعية، وحسب خصوصياته السياسية، وخياراته الاقتصادية، وما يواجهه من عراقيل وتحديات". وحسب كارلوس أغوزينو، الذي يدرس أيضا بجامعة جون كينيدي في بوينس آيرس، فإن خطاب جلالة الملك هو دعوة صريحة من أجل تحقيق العدالة بالنسبة للبلدان النامية، ولا سيما في القارة الإفريقية التي عانت طويلا من ويلات الاستعمار ومن استغلال مواردها. وأبرز المحلل السياسي الارجنتيني أن جلالة الملك حمل الاستعمار مسؤولة الحالة المأساوية التي تواجهها بعض البلدان في القارة الأفريقية، مضيفا أنه بالنسبة لجلالة الملك فإنه "رغم مرور العديد من السنوات، فإن الدول الاستعمارية، تتحمل مسؤولية تاريخية، في الأوضاع الصعبة، والمأساوية أحيانا، التي تعيشها بعض دول الجنوب وخاصة بإفريقيا". وأضاف أن جلالة الملك أكد أن "الاستقرار لن يتحقق بدون تنمية. كما أن التنمية لن تستقيم بدون استقرار"، مضيفا أن جلالة الملك أبرز "أن عملية تنقيط وتصنيف هذه الدول، حسب المعايير المعتمدة حاليا، تثير العديد من التساؤلات. فقد أبانت عن محدوديتها، وعن بعدها، في الكثير من الأحيان، عن واقع دول الجنوب، وعجزها عن تقديم صورة موضوعية عن مستوى التنمية البشرية بها". وحسب كاتب المقال فإن جلالة الملك قد عكس مشاعر الظلم التي تشعر بها شعوب القارة الافريقية حيث أن بعضها يعاني من كوارث طبيعية ومجاعة وأوبئة تقابل بلا مبالاة الدول النامية.