اختتمت اليوم الأربعاء بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، فعاليات الدورة الأولى من بينالي الرباط "لحظة قبل الكون" التي انطلقت فعالياتها يوم 24 شتنبر الماضي. وخصصت هذه التظاهرة التي نظمتها المؤسسة الوطنية للمتاحف تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي سعت إلى أن تكون "فضاء للحرية والتفاعل بين المتأمل والعمل الفني"، بشكل كامل للنساء الفنانات. وشملت هذه الدورة الأولى شقا دوليا ضم 63 فنانا ومجموعة فنية من 27 بلدا، وثلاث بطاقات بيضاء خصصت أساسا للفن المعاصر والسينما والأدب، مع تسليط الضوء على الفن الحضري. ونظم البينالي، طوال ثلاثة أشهر، بعدد من الفضاءات الفنية والثقافية بالعاصمة على غرار متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، وفيلا الفنون، والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، والمسرح الوطني محمد الخامس، وفضاء التعبير التابع لصندوق الإيداع والتدبير، وأروقة الفن التابعة للقرض الفلاحي وللبنك الشعبي. وتم الاحتفاء بمدينة الرباط باعتبارها "فنانا" في هذا البينالي، بإحداث مسار مصمم حسب الألوان، التي تتميز بها المدينة ومواقعها التاريخية الرمزية مثل برج لكبير وموقع الأوداية الأثري. وكانت المدينة أول فنان ضيف في هذا البينالي. إذ إن شوارعها ومعالمها وضجيجها وموسيقاها وعطورها تعد بمثابة أعمال فنية حقيقية اكتشفها الزائرون على إيقاع التنزه من رواق عرض إلى آخر. واختتمت فعاليات البينالي بحضور مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، والمندوب العام لبينالي الرباط، وثلة من الشخصيات البارزة في عالم الفن والثقافة. وكان مهدي قطبي أكد أمس الثلاثاء بالرباط، أنه وبفضل معارض كبيرة ومشاريع متعددة تواصل إشعاع عاصمة المملكة على المستوى القاري و"نجحنا في جعل الرباط العاصمة الفنية لإفريقيا". وأبرز خلال ندوة صحافية مخصصة لتقديم منجزات وآفاق المؤسسة الوطنية للمتاحف، بأنه "في جميع أرجاء المملكة، عادت الحياة تدب في متاحف كانت تعاني ومآثر رائعة أخرى كانت شبه مهجورة في بعض الأحيان. فمن طنجة إلى آسفي أو تطوان، ومن الرباط إلى مراكش، فاس أو مكناس، سمح إعادة تهيئة هذه المتاحف وافتتاحها في وجه العموم بعودة المواطنين إلى المتاحف وإعادة اكتشاف ثراء تراثنا المغربي وثرواته الجهوية".