افتتح أمس الأربعاء بفاس، رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الدورة الثالثة من المنتدى الاقتصادي لجهة فاسمكناس تنظمه مؤسسة المنتدى الاقتصادي فاسمكناس، يستمر إلى غاية يوم الجمعة، تحت شعار "الشراكات المبتكرة، تآزر للنمو". وأكد سعد الدين العثماني في كلمته، أن الحكومة منخرطة في محاربة الرشوة واقتصاد الريع وكل مظاهر الفساد، مشيرا أن هذا المجال ليس حكرا على مسؤولية الحكومة لوحدها بل هي مسؤولية جميع الفاعلين من بينهم المواطنين والفاعلين الجمعويين... مشيرا إلى أن هذا المجال هو ورش طويل لكن مع ذلك لديهم الإرادة لمواصلته. وقال رئيس الحكومة، في حديثه أمام 30 وفد من مختلف دول العالم المشاركة في المنتدى الاقتصادي، إن مدينتي فاسومكناس تعدان من بين أربع مدن المملكة شغلت لمدة زمنية طويلة عواصم دول عريقة، مضيفا أن مدينة فاس تتوفر على إرث حضاري وثقافي وروحي مهم جدا لا يمكن أن يكون إلا أساس لحركية ودينامية مستقبل جهة فاسمكناس. وأشار رئيس الحكومة، إلى أن جهة فاسمكناس، هي الجهة الثانية التي بدأ فيها تنزيل مخطط التسريع الصناعي بعد جهة أكادير، كما ستعرف المنطقة إطلاق مشاريع المنطقة الحرة ومشاريع أخرى ستشكل رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وشدد سعد الدين العثماني في حديثه، على أهمية الافتخار كثيرا بما حققته المملكة المغربية، إذ في ظرف لا يتجاوز عقدين، أنجزت العديد من الأوراش والمشاريع المتميزة، والتي جعلت من المغرب يأتي في مقدمة البلدان الإفريقية من ناحية البنيات التحتية والحديدية... وهذا دليل على وجود جهود وعمل مستمر، حسب تعبير رئيس الحكومة. وتحدث رئيس الحكومة عن مجال التربية، وأضاف أن لدى الحكومة برنامج لإدخال عدد من الأدوات التي ستساعد على تنمية شخصية الطفل والتلميذ من أجل بلوغ شخصية مواطنة ومبدعة ومبتكرة. وشهدت الجلسة الافتتاحية من المنتدى الاقتصادي لجهة فاسمكناس، تقديم مجموعة من العروض، من بينها عرض لرئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أحمد رضا الشامي، الذي استعرض في مداخلته مجموعة من العناصر والمؤشرات المرتبطة بالتنمية بالمغرب، كما تطرق إلى مواضيع أخرى مرتبطة بمناخ الأعمال، مثل المقاولات الصغرى والمتوسطة، والجاذبية السياحية والتنافسية، والذكاء الصناعي. ودعا في نهاية حديثه إلى ضرورة جلب مشاريع مرتبطة بالمجال الرقمي وتلك التي تشجع الاقتصاد الأخضر. ويهدف المنتدى إلى تعزيز الجاذبية الاقتصادية الجهوية لجهة فاسمكناس، وفسح المجال للاقتصاديين والمستثمرين للتعرف على قدرات وإمكانات ومؤهلات جهة فاسمكناس الغنية بالثروات الطبيعية والرأسمال البشري، وربط علاقات الشراكة والتعاون بين مختلف الفاعلين الاقتصاديين. وأشرف رئيس الحكومة على توزيع جوائز المنتدى، وهي عبارة عن محطة لتقديم 12 مقاولة فاعلة بالجهة وتسليمها جوائز في فئات متعددة (التميز السياحي، والمقاولات الناشئة، والمقاولة الاجتماعية، والاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة...) هذا بالإضافة إلى تقديم جوائز للشباب الفائزين في أول مسابقة في مجال السياحة المستقبلية نظمت ما بين 22 و24 نونبر 2019 بفاس، من أجل الترويج لثقافة ريادة الأعمال، وتشجيع روح المبادرة، وتسليط الضوء على يمثله المبادرات الشبابية. ويستضيف المنتدى الاقتصادي لجهة فاسمكناس، ندوة لرابطة يوجين دي لاكروا، التي تضم المنتخبين بالجمهورية الفرنسية، لتعزيز الصداقة القوية بين فرنسا والمغرب، وهي فرصة لاكتشاف سبل تطوير التعاون اللامركزي مع الجهة من خلال برامج ذات أثر مباشر خاصة في العالم القروي. كما ينظم مجلس جماعة فاس أحد الشركاء الرئيسيين في المنتدى الاقتصادي بالموازاة مع الحدث، الدورة السابعة من ملتقى المدن الصديقة والمتوأمة مع مدينه فاس، وهي تظاهرة ذات أبعاد دولية يلتئم فيها عمداء ومنتخبي عدد كبير من مدن العالم، من أجل التدارس حول موضوع "دور مجالس المدن كقاطرات للشراكات المبتكرة والتنمية المستدامة".