خصصت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، خلال دورة هذه السنة، فقرة مخصصة للتلاميذ والجمهور الناشئ عموما، من خلال عرض أفلام تحريك ذات صيت دولي، فضلا عن أخرى كلاسيكية، سعيا من المؤسسة لتعريف الجمهور الناشئ بسحر السينما. وكان عشاق السينما من فئات عمرية مختلفة، صباح أمس الاثنين بسينما كوليزي، على موعد مع عرض فيلم "الفارس والأميرة" وهو أول فيلم سينمائي مصري بالرسوم المتحركة، تم إنجازه على مدى 20 سنة من قبل فريق عمل عربي بالكامل من أخراج بشير الديك. أحداث الفيلم مستوحاة من قصة تاريخية حقيقة تعود إلى القرن السابع الميلادي، للفارس العربي محمد بن القاسم الثقفي من خلال مغامرة مثيرة ذات طابع خيالي، تمثلت في العمل على تحريره العديد من النساء والأطفال من أسر قراصنة المحيط الهندي، قبل أن يدخل في حرب ضروس ضد الملك داهر الذي كان يتقاسم الغنائم مع القراصنة، وذلك بمساعدة صديقه زياد ومعلمه أبو الأسود. وغصت سينما كوليزي المتواجدة بحي جيليز بالجمهور الناشئ الذي تفاعل مع مشاهد هذه القصة الخيالية والشعبية إلى حد كبير، والتي حققت نجاحا لدى كل من المشاهدين الأطفال والكبار. مغامرات مشوقة جعلت قصة فيلم "الفارس والأميرة" تكسب ود الجمهور الناشئ من خلال منحه لحظات ممتعة. واستحسن مجموعة من الأطفال في لقائهم مع "الصحراء المغربية" هذه البادرة، معبرين عن إعجابهم بقصة الفيلم الذي ساهم فيه عدد من النجوم المصريين من خلال توظيف أصواتهم على حوارات الشخصيات المتحركة، وبالأجواء التي تميز بها العرض، والأضواء والأصوات التي رافقته، مؤكدين عن رغبتهم في إعادة التجربة مرات متعددة. وأشاد عدد من الآباء الذين جاؤوا مرفوقين بأطفالهم بمخرج الفيلم على إصراره ومثابرته من أجل انجاز هذا العمل الذي تطلب منه وقتا طويلا، معتبرين هذه الالتفاتة التي قامت بها إدارة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، خطوة ايجابية يتم من خلالها إشراك الفئات الناشئة في الحركة الفنية والثقافية، من أجل تحبيبها في الفن السابع، وإذكاء الحس الفني والإبداعي لديها . وحرصا منه على تعريف الأطفال والتلاميذ بسحر السينما، يواصل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش برمجة فقرة "الجمهور الناشئ"، بعرض خمسة أفلام من مختلف بقاع العالم: ليتونيا، فرنسا، مصر، اليابان، والسويد، بسينما كوليزي ويتعلق الأمر بالإضافة إلى الفيلم المصري "الفارس والأميرة"، الفيلم الوثائقي الفرنسي " الغد لنا" لمخرجه جيل دومستر، والفيلم الياباني"أطفال البحر" لمخرجه ايومو واتانابي، والفيلم السويدي كوردون وبادي لمخرجه ليندا هامباك، والفيلم البولوني "جاكوب والكلاب التي تتكلم"لمخرجه ادمونس ياتسونس. وسيكون عشاق السينما ورواد المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، طيلة الأسبوع الجاري وإلى غاية يوم السبت 7 دجنبر، على موعد لاكتشاف 98 شريطا يمثلون 34 بلدا، موزعة على عدة فقرات "المسابقة الرسمية"،"السهرات المسائية"،"تكريم السينما الاسترالية"،"العروض الخاصة"،"القارة11"،"بانوراما السينما المغربية"، "الجمهور الناشئ"،"عروض جامع الفنا"،"عروض الوصف السمعي " ، و فقرة"التكريم". ويسلط المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بمناسبة دورته ال18 الضوء على سينما العالم، وتقترح هذه التظاهرة العالمية، عبر فقراتها المختلفة، ما لا يقل عن 98 شريطا طويلا من 34 بلدا، وتعكس كلها تنوع الإنتاج السينمائي العالمي وإبداعيته.