اتهم عبد اللطيف وهبي، البرلماني وعضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، حكيم بنشماش، الأمين العام للحزب، بإدخال "البام" في "نفق مظلم". وأكد وهبي، في تصريح ل "الصحراء المغربية"، أن "البام" يعيش على وقع اختلاف حول طريقة وشكل التدبير وفق قواعد الديمقراطية الداخلية. وقال إن الأمين العام للحزب "اختار أن يعالج المشكل عبر تصفية الحسابات، ومواجهة الشباب داخل الحزب، وهذا يتضمن نوع من الإهانة السياسية"، وأضاف إن "موضوع الخلاف يتجلى في مدى احترام الديمقراطية الداخلية، واحترام الرأي الآخر"، معتبرا أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر المقبل للحزب استكملت هيكلتها بانتخاب رئيسها، وقال "نحن نشتغل على تهييئ وثائق المؤتمر، ومنكبون على إجراء لقاءات تنظيمية مع الأمناء الجهويين". من جهته، اعتبر المهدي بنسعيد، عضو سكرتارية المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، أن ما يجري من صراع داخل "البام" هو بمثابة قرصنة للحزب من طرف مجموعة صغيرة، "تنهج سياسة اقصائية للسيطرة على الحزب". وأوضح، في تصريح مماثل، أن القرارات الأخيرة التي اتخذها حكيم بنشماش، الأمين العام للحزب، والتي تتعلق بطرد عدد من أعضاء المكتب الفيدرالي، هي قرارات "غير مفهومة ولا تتجاوب مع روح التأسيس"، معلنا عن توجه أغلبية قيادات الحزب لتفعيل اللجنة التحضيرية. وفي تبرير لشرعية انتخاب اللجنة التحضيرية لسمير كودار رئيسا لها، قال إن "الأمين العام للحزب هو الذي اختار طريقة الترشيح لرئاسة اللجنة التحضيرية عبر التصويت العلني، ولما ترشح سمير كودار اهتزت القاعة بالتصفيق، مباركة ترشيحه، إلا أن ذلك أقلق راحة الأمين العام وقرر رفع الجلسة"، وأضاف "لا يحق للأمين العام أخذ الكلمة أو رفع الجلسة أثناء التصويت على رئيس اللجنة، خصوصا وأنه هو من قرر هذه الطريقة للتصويت". وأضاف "ليس من حقه اتخاذ قرارات تمس السير العادي للحزب، وهناك تقرير في الموضوع يمكن العودة إليه لكشف كل التفاصيل"، داعيا أعضاء "البام" إلى التعبئة والعمل على القطع مع التصرفات الفردانية وطرق التعامل والتدبير التي لا تحترم قواعد الديمقراطية الداخلية للحزب. من جانب آخر، أعلن 12 عضو من المكتب السياسي، من بينهم أحمد اخشيشن، وصالح الدين أبو الغالي، وجمال مكماني، ومحمد الحموتي، والشيخ احمدو دبدا، والسعيد صديقي، وعبد اللطيف وهبي، وعادل بركات، ومحمد صلوح، وعزيز بنعزوز، وأحمد الدريسي، ونجوى كوكوس، تبرؤهم من عدد من القرارات التي اتخذها حكيم بنشماش في اجتماع يوم الإثنين الماضي. وأعلنوا، في بيان لهم، أن "قرارات الأمين العام تلزمه بصفته الشخصية فقط"، مؤكدين تشبثهم ب "الشرعية الديمقراطية، وبكل القرارات الصادرة عن اجتماع 05 يناير 2019، واحترام مقررات مؤسسات الحزب، خاصة المجلس الوطني، والمكتبين السياسي والفيدرالي". كما دعوا باقي أعضاء الحزب إلى الانخراط بإيجابية في دينامية التحضير للمؤتمر المقبل، والتشبث بمبادئ الديمقراطية الداخلية، وبحماية شرعية مؤسسات الحزب. وقرر حكيم بنشماش، الأمين العام للحزب، في اجتماع طارئ للمكتب السياسي، انعقد يوم الإثنين الماضي، اتخذها قرار سحب التفويض من محمد الحموتي، رئيس المكتب الفيدرالي، وإعلان الأمين العام ترأسه شخصيا لهذه المؤسسة، وتقديم شريط الفيديو الذي يوثق لاجتماع اللجنة التحضيرية، إلى لجنة التحكيم والأخلاقيات بالحزب، ومراسلة وزارة الداخلية لمطالبتها بمنع أي اجتماع للجنة التحضيرية، في كل ربوع الوطن.