أعلن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "أونسا" أن التحريات الميدانية، التي قامت بها أخيرا المصالح البيطرية التابعة له، في إطار تتبع الحالة الصحية للقطيع الوطني من الأبقار والأغنام والماعز، أظهرت وجود حالات عرج في صفوف بعض الأغنام والماعز البالغة، دون أن تشكل خطورة على حالتها الصحية، مع تسجيل حالات وفيات في صفوف الأغنام والماعز الصغيرة خاصة التي لا يفوق سنها شهرا واحدا. وحدد المكتب تسجيل هذه الحالات أساسا بكل من جهات فاس - مكناس، والجهة الشرقية، والرباط - سلا – القنيطرة. وأوضح المكتب، في بلاغ له، توصلت "الصحراء المغربية" بنسخة منه، أنه مباشرة بعد تسجيل هذه الوفيات، قامت المصالح البيطرية لأونسا بإجراء تشخيص معمق على المستوى الوطني من أجل تحديد الأسباب، من خلال تقصيات واستطلاعات ميدانية. كما تم إجراء تحليلات مخبرية معمقة، يضيف المكتب، كشفت أن عثرة فيروس الحمى القلاعية، التي أصابت بعض الأغنام والماعز هي نفسها تلك التي أصابت الأبقار في بداية عام 20199 ، أي فيروس" O / EA-3 )East Afri ca " )، مشيرا إلى أن المكتب قام بتنزيل البرنامج الوطني لمحاربة الحمى القلاعية على الفور، مما مكن من السيطرة على هذا المرض لدى الأبقار على المستوى الوطني، بفضل حملة تلقيح شاملة لقطيع الأبقار الذي يقدر ب 3 ملايين رأس. وأشار المكتب إلى أن مرض "الحمى القلاعية،" الذي يصيب بشكل رئيسي الأبقار، يتسبب في أضرار اقتصادية )وفيات، انخفاض في إنتاج الحليب،...( يمكن أن تكون كبيرة إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للقضاء عليه، مبرزا أنه سبق الإعلان عن وجود هذا المرض ببعض دول المنطقة سنة 2018 . وحسب توضيحات المكتب الوطني للسلامة الغذائية، فإن الأغنام والماعز قد تكون حاملة للفيروس دون أن تظهر عليها الأعراض السريرية، كما أن خاصية هذه العثرة الجديدة التي أصابت الأغنام والماعز ) ،)O / EA-3 التي دخلت للمغرب من الخارج، قادرة على أن تسبب وفيات في صفوف الأغنام والماعز حديثي الولادة. وأضاف البلاغ "تتزايد هذه الظاهرة نظرا للنمط التوسعي لتربية الماشية وتنقلها، بالإضافة إلى عوامل أخرى من بينها بعض الأمراض المتعلقة بتربية الماشية )التسممات المعوية والأمراض الطفيلية( وكذا الظروف المناخية. علما أن تربية الأغنام والماعز تعرف عادة تسجيل نسب ضعيفة للوفيات بسبب مجموعة من العوامل". وذكر المكتب أنه في إطار مواصلة تنزيل البرنامج الوطني لمحاربة الحمى القلاعية عند الأبقار، والذي وضع منذ ظهور هذه العثرة الفيروسية الجديدة بالمغرب خلال يناير 2019 ، سيتم توسيع إجراءات محاربة هذا المرض لتشمل الأغنام والماعز ابتداء من شهر يونيو المقبل، تاريخ التوصل باللقاح المناسب، لمحاربة هذا الفيروس. وتتمثل هذه الإجراءات خصوصا بتنفيذ حملة تلقيح تذكيرية للأبقار ضد مرض الحمى القلاعية بهدف تعزيز مناعتها، وحملة تلقيح وقائية للأغنام والماعز ضد هذه العثرة. كما أن المربين سيستفيدون مجانا من تلقيحماشيتهم من طرف الأطباء البياطرة الخواص والمصالح البيطرية لأونسا. ودعا المكتب المربين الذين يسجلون وفيات غير طبيعية في صفوف الأغنام والماعز إلى الاتصال بأقرب مصلحة بيطرية إقليمية تابعة لأونسا. وشدد المكتب على أن مرض الحمى القلاعية هو مرض خاص بالحيوانات ولا ينتقل إلى الإنسان، مؤكدا أن الحالة الصحية للماشية والأغنام والماعز مرضية بشكل عام، وأن الوضع الصحي يتم مراقبته عن كثب.