نظمت إدارة الجرف الأصفر بالجديدة يوم الاثنين فاتح أبريل الجاري ندوة صحفية تخللتها زيارة ميدانية إلى محطة تحلية مياه البحر بالجرف الأصفر، الهدف منها التعريف بالتدبير المندمج والمستدام للموارد المائية، حيث أبرزت الندوة أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ولضمان جيد لهذه العملية وضعت برنامجا أطلق عليه اسم "برنامج المياه" الذي يرتكز على محورين أساسيين هما ترشيد استعمال المياه في جميع مراحل سلسلة الإنتاج (الأنشطة المنجمية، النقل، عمليات التثمين) وتعبئة موارد المياه غير الاعتيادية (معالجة المياه العادمة وتحلية مياه البحر). أكبر محطة بالمغرب تعد محطة تحلية مياه البحر بالجرف الأصفر أكبر محطة بالمغرب، حيث أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس على تدشينها سنة 2016 في مرحلتها الأولى إلى جانب مركب لإنتاج الأسمدة المخصصة بكاملها للقارة الإفريقية (أفريكا فيرتيلايزر كومبليكس)، وتم إنجازهما باستثمار إجمالي يفوق 6.1 مليار درهم. وتسعى محطة تحلية مياه البحر، المنجزة داخل المركب الصناعي للجرف الأصفر، إلى تغطية الحاجيات المتنامية للمركب من الماء قصد تنمية محور خريبكة- الجرف الأصفر دون اللجوء إلى طلب إضافي على الموارد المائية التقليدية، حيث يندرج في إطار استراتيجية المجمع الشريف للفوسفاط لترشيد الموارد المائية التي تستعمل في جميع مراحل استغلال الفوسفاط والربط بين الاستخدام المعقلن للمياه وتلبية احتياجات التجهيزات المنجمية والصناعية للمجمع. وقد تطلب إنجاز المرحلة الأولى من هذه المحطة استثمارا في حدود 850 مليون درهم. وقد تم خلق 56 منصب شغل مباشر، ومن المنتظر أن يصل هذا العدد إلى 80 منصب شغل على المدى البعيد. وخلال مرحلة الإنجاز، تمت تعبئة 375000 يوم عمل 93٪ منها من الموارد المحلية، كما استقبل هذا الورش 37 مقاولة للمناولة 30 منها وطنية.
40 مليون متر مكعب بحلول سنة 2021 تزود محطة تحلية مياه البحر المنصة الصناعية للجرف الأصفر بطاقة سنوية تصل إلى 25 مليون متر مكعب سنويا من المياه المعالجة في المرحلة الأولى، كما أن مشروع التوسعة المقرر سنة 2021 سيمكن من الوصول إلى طاقة إجمالية في حدود 40 مليون متر مكعب سنويا، وأن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تستثمر في تحلية مياه البحر لتغطية إجمالي الحاجيات الإضافية التي يتطلبها برنامج التحول الصناعي دون اللجوء إلى مصادر المياه غير الاعتيادية. وقد وضعت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط حماية الموارد الطبيعية في صلب أولوياتها، والعمل على ترشيد الموارد المائية التي تستخدم في جميع مراحل استغلال الفوسفاط، من الاستخراج إلى التثمين الصناعي، حيث تم الربط بين الاستخدام المعقلن للمياه وتلبية احتياجات التجهيزات المنجمية والصناعية للمجموعة، إذ أنه من 63 مليون متر مكعب سنة 2010، ستتجاوز احتياجات الموارد المائية 160 مليون متر مكعب سنويا على المدى البعيد، وهو ما يعادل متوسط استهلاك جهة الدارالبيضاء الكبرى من المياه.
5 وحدات تقنية لضمان قدرة معالجة في المستوى تم تجهيز محطة تحلية مياه البحر بخمس وحدات تقنية، توفر كل واحدة منها وظيفة محددة، وذلك من أجل ضمان قدرة معالجة في مستوى تطلعات المجموعة على مستوى المنصة الصناعية للجرف الأصفر، التي تعتبر أكبر موقع في العالم لتثمين الفوسفاط ومشتقاته، والتي تمتد على مساحة 1800 هكتار، وتضم مجموع الأنشطة الصناعية والمينائية وكذا البنيات التحتية للتخزين، التعبئة والمناولة. ونجد وحدة لضخ مياه البحر، التي ترتبط مباشرة بقناة رئيسية تغذي منصة المحيط الأطلسي بصبيب يصل إلى 7500 متر مكعب في الساعة، إلى جانب محطة فحص لإزالة الطحالب والعوالق يفوق حجمها ثلاثة ميلمترات، وكذا وحدة المعالجة القبلية لمياه البحر التي ترتكز على مبادئ التخثر والتكثيف عبر الهواء الساخن والتعويم، وتمكن هذه العملية الثلاثية من إزالة العوالق، الزيوت والدهون، وأيضا وحدة التصفية الذاتية لإزالة الجسيمات الدقيقة، ثم وحدة الأسموزية المعاكسة لضمان إزالة الكلوريد (عن طريق ترشيح عالي الدقة) مكونة من ستة سلاسل تشمل هي الأخرى ست وحدات للضخ بالضغط العالي (54-65 بار) وستة أنظمة لاسترجاع الطاقة (بدالات للضغط تمكن من تقليص 60٪ من الطاقة الكهربائية المستهلكة)، ووحدة خاصة بمركز المعالجة تتضمن إضافة ثاني أوكسيد الكربون والكلس بغية تعديل المميزات الواجب توفرها في الماء الصالح للشرب.
شيماء بنسكورى: مسؤولة تدبير المحطة: أوضحت مسؤولة تدبير محطة تحلية البحر بالجرف الأصفر "شيماء بنسكورى" في تصريح خصت به "الصحراء المغربية" أن الغاية الأساسية من هذه المحطة هو تحويل مياه البحر إلى مياه عذبة، وذلك للإجابة على حاجيات مركب الجرف الأصفر سواء من حيث إنتاج الحامض الفوسفوري أو حاجيات ثانوية أخرى. وأضافت بنسكورى أن هذه العملية تمر عبر مراحل مختلفة منها ضخ مياه البحر إلى الترشيح، من أجل إزالة الشوائب الطبيعية التي تأتي مع الماء من البحر وختمها بمرحلة أساسية هي ترشيح مصادق الغاية منه استخلاص الأملاح المعدنية واستخلاص ماء عذب الذي هو الإنتاج الأساسي للمحطة.