وقع المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، أول أمس الخميس بواشنطن، على اتفاق إطار ثنائي للدعم في مجال مكافحة الإرهاب، يروم إقامة تعاون في مجال التكوين الأمني. (ماب) ووقعت الاتفاقية من الجانب المغربي الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، مباركة بوعيدة، وعن الجانب الأمريكي السفيرة المتجولة ومنسقة مكافحة الإرهاب، تينا كايدناو. وبموجب مذكرة التفاهم، التي جرى التوقيع عليها على هامش القمة الأولى الولاياتالمتحدة - إفريقيا التي استضافتها العاصمة الفيدرالية الأمريكية، ما بين 4 و6 غشت الجاري يلتزم البلدان بتعزيز القدرات الإقليمية، لاسيما في مجال تكوين عناصر مصالح الأمن المدني بالبلدان الشريكة بمنطقتي المغرب العربي والساحل، من خلال تعبئة الخبرات المتبادلة في العديد من المجالات كإدارة الأزمات وأمن الحدود والتحقيقات. وجرى التوقيع على الاتفاقية بحضور سفير المغرب بواشنطن رشاد بوهلال وسفير الولاياتالمتحدة بالرباط دوايت بوش. وكان البيان المشترك الصادر في أعقاب لقاء القمة بين الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم الجمعة 22 نونبر 2013 في البيت الأبيض، أكد أن القائدين سجلا شراكتهما على صعيد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، خلال السنتين الأخيرتين للنهوض بالسلم والأمن الدوليين، لاسيما بمالي والساحل وسوريا وليبيا والشرق الأوسط. وجددا التأكيد على التزامهما بمواصلة تعميق التعاون المدني والعسكري في مجالات حظر انتشار التسلح ومكافحة الإرهاب. وأكد البيان نفسه أنه "انسجاما مع انشغالهما بخصوص التهديد المتواصل الذي يمثله الإرهاب، تعتزم الولاياتالمتحدةالأمريكية والمغرب مواصلة تعاونهما بهدف دعم المؤسسات الديمقراطية للعدالة الجنائية ومواجهة خطر التطرف العنيف بالمنطقة. كما جدد القائدان التزامهما إزاء مبادرات التعاون الإقليمي". وأشار، أيضا، إلى أن جلالة الملك والرئيس أوباما التزما، أيضا، "بمواصلة التعاون الوثيق في إطار المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية الإقليمية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، لاسيما عبر اتحاد مغاربي قوي، وكذا منتديات إقليمية أخرى". وكان الخبير الأمريكي، رودولف عطا الله، عضو مركز مايكل أنصاري لإفريقيا، التابع لمجموعة التفكير الأمريكية "أطلانتيك كاونسيل"، أكد الأربعاء المنصرم بواشنطن، أن المغرب ينفرد بكونه "مثالا نموذجيا ساطعا" في مجال مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، بفضل الرؤية الثاقبة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأشار عطا الله، الذي كان يتحدث خلال لقاء نظم على هامش قمة الولاياتالمتحدة إفريقيا تحت شعار "حلول إفريقية لتحديات أمنية بالقارة"، أنه "بفضل قيادة جلالة الملك، لم يفتأ المغرب عن بذل الجهود الملموسة من أجل احتواء تقدم التطرف الديني الذي يهدد المنطقة". بهذا الصدد، اعتبر أن جهود المغرب تعطي ثمارها لفائدة مقاربة "استراتيجية وخلاقة" ترتكز على تعزيز مسلسل التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى تشجيع قيم التسامح والتعايش. كما أبرز عطا الله "وجاهة" السياسة الدينية للمملكة القائمة على تعاليم وقيم الإسلام وفق المذهب المالكي، الذي ينهل من فضائل الاعتدال والتعايش، داعيا في الوقت ذاته بلدان الساحل ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى الاقتداء بالمغرب لقطع الطريق أمام التطرف الديني.