تم، أول أمس السبت، تتويج الفيلم المغربي "وداعا كارمن"، لمخرجه محمد أمين بنعمراوي، بالجائزة الكبرى للدورة 18 من مهرجان "الشاشات السوداء"، الذي احتضنته العاصمة الكاميرونية ياووندي، في الفترة من 19 إلى 26 يوليوز الجاري. محمد أمين بنعمراوي خلال تتويجة بالناضور (أرشيف) وعبر المخرج محمد أمين بنعمراوي عن تأثره الشديد باختيار فيلمه "وداعا كارمن" ليكون الفائز بالجائزة الكبرى، مشددا على أن الفضل يعود لفريق العمل الذي اشتغل بروح عالية، وأكد بنعمراوي ل"المغربية" أن ولادة هذا العمل السينمائي كانت عسيرة، خصوصا أنه أرخ لفترة خاصة من تاريخ العلاقات المغربية الإسبانية بكل ما اشترطته هذه الفترة من مشاهد وأزياء ومناظر وإكسسوارات ولغة. كما استغرقت كتابة سيناريو هذا العمل السينمائي من بنعمراوي، أزيد من سنتين، وتطلب اختيار الممثلين، خصوصا الأطفال، نحو سنة تقريبا. وسبق للفيلم الفوز بالعديد من الجوائز الوطنية والدولية من أبرزها تنويه خاص من مهرجان دبي السينمائي الدولي، والجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناضور، وجائزة السيناريو لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، وجائزة العمل الأول من مهرجان طنجة الوطني. فضلا عن تتويج المغرب بالجائزة الكبرى، تميز حفل اختتام المهرجان باحتفاء رسمي بالسينما المغربية بحضور وفد مغربي، ترأسه نور الدين الصايل، مدير المركز السينمائي المغربي، وضم المنتجة رشيدة السعدي، والمخرجون سلمى بركاش، ومحمد عبد الرحمان التازي، وحسن بنجلون، وداوود أولاد السيد، والناقد السينمائي محمد باكريم، والممثل عماد فجاج. وشارك المغرب في المسابقتين الرسميتين للدورة 18 بخمسة أفلام، ويتعلق الأمر ب"هم الكلاب" لهشام العسري، "ووداعا كارمن" لمحمد أمين بنعمراوي في مسابقة الفيلم الطويل، و"الهدف" لمنير عبار، و"فوهة" لعمر مول الدويرة، و"اللعنة" لفيصل بوليفة في مسابقة الفيلم القصير. كما جرى عرض 9 أفلام في فقرة التكريم الخاصة بالسينما المغربية، ويتعلق الأمر ب"البحث عن زوج إمرأتي" لمحمد عبد الرحمان التازي (فيلم افتتاح المهرجان)، و"القمر الأحمر" لحسن بنجلون، و"علي زاوا" لنبيل عيوش، "والجامع" لداوود أولاد السيد، "الوتر الخامس" لسلمى بركاش، و"براق" لمحمد مفتكر، "وباديس" لمحمد عبد الرحمان التازي، و"الشاشة السوداء (بلاك سكرين)" لنور الدين لخماري. وحلت السينما المغربية ضيفة على الدورة 18 للعديد من الاعتبارات منها الحضور اللافت للسينما المغربية في القارة الإفريقية خلال السنوات الأخيرة، فمعظم الأفلام التي عرضت خارج المسابقة الرسمية للمهرجان سبق لها الفوز بجوائز مهمة من أشهر مهرجانات القارة السمراء، ويتعلق الأمر بالجائزة الكبرى للمهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون بواغادوغو "فيسباكو"، حيث سبق للمغرب أن حصل عليها في ثلاث دورات سابقة، الأولى سنة 1973 بفيلم "ألف يد ويد" لسهيل بنبركة، والثانية سنة 2001 بفيلم "علي زاوا" لنبيل عيوش، والثالثة سنة 2010 بفيلم "البراق" لمحمد مفتكر، الذي سبق له الفوز، أيضا، بالجائزة الكبرى لمهرجان خريبكة للسينما الإفريقية.