أكد سفير المغرب بالأممالمتحدة، عمر هلال، أول أمس الثلاثاء، بمقر الأممالمتحدةبنيويورك، أن المملكة المغربية "تتابع عن كثب الوضع المأساوي" بغزة، وتدعو إلى الوقف الفوري لهذا العدوان الإسرائيلي الغاشم، الذي يستهدف المدنيين الفلسطينيين العزل". وشدد السفير المغربي، أمام مجلس الأمن الدولي، أن المملكة المغربية، التي "تشجب وتندد" بهذا التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، والذي يخرق جميع المواثيق الدولية، تدعو المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته كاملة والتدخل عاجلا من أجل الوقف الفوري لهذا العدوان الذي يستهدف المدنيين العزل". وأضاف هلال، الذي كان يتحدث في إطار جلسة عامة لمجلس الأمن خصصت للوضع بالشرق الأوسط، أن المجموعة الدولية مدعوة إلى "حماية الشعب الفلسطيني وصون حقوقه"، وإلى مطالبة إسرائيل بالوفاء بتعهداتها والالتزام بقرارات الشرعية الدولية. وذكر السفير، في هذا السياق، بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، أجرى اتصالا هاتفيا يوم الأحد المنصرم، مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خصص لمتابعة الأوضاع المأساوية غير المسبوقة، التي تسبب فيها العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني الأعزل، والتي تتواصل حلقاتها الفظيعة ضدا على القيم الإنسانية وفي انتهاك صارخ للقانون الدولي. وأشار الممثل الدائم إلى أن جلالة الملك عبر عن تعازيه الصادقة لعائلات الشهداء الفلسطينيين وعن مواساته للضحايا، منددا مرة أخرى بالاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة على الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته، كما جدد جلالته التأكيد على وقوف المغرب، ملكا وحكومة وشعبا مع الأشقاء الفلسطينيين. وأضاف الدبلوماسي المغربي، أمام مجلس الأمن الدولي، أن جلالة الملك أمر بمنح مساعدة إنسانية عاجلة لسكان قطاع غزة ومنح ضحايا الهجوم الإسرائيليإمكانية الاستشفاء وتلقي الرعاية الطبية في المستشفيات المغربية. وتابع أن هذه القرارات الملكية تندرج في إطار التضامن الدائم والدعم المتواصل للمملكة للشعب الفلسطيني الشقيق. وقال إن هذا الاجتماع ينعقد في وقت عرفت منطقة الشرق الأوسط تطورات وانزلاقات خطيرة تفاقم أكثر من أي وقت مضى الوضع المزري والمأساوي الذي تتخبط فيه المنطقة منذ سنوات. وحذر هلال من أن التصعيد العسكري غير المبرر وغير المقبول من قبل إسرائيل والمستهدف للمدنيين العزل في قطاع غزة لن يفضي إلا إلى مزيد من العنف والكراهية وسيكون له عواقب وخيمة تقوض كل الجهود التي بذلت لحد الآن من أجل الدفع بعملية السلام الى الأمام، كما تفتح مصير المنطقة ككل على المجهول، معربا عن الأسف لسقوط مئات الضحايا، من بينهم أطفال ونساء وشيوخ وعجزة. وقال إن استمرار العمليات العسكرية لن يزيد إلا من إراقة دماء الأبرياء ولن يعمل إلا على تعقيد الأوضاع وتوسيع دائرة التوتر وتغذية الفكر المتطرف وانتشار ثقافة العداء والكراهية. لذا، يضيف عمر هلال، "ندعو إلى الوقف الفوري للعدوان على غزة"، مؤكدا أن المغرب "يؤيد كل المجهودات الحالية من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار، والتي تقوم بها عدة دول عربية وأجنبية، وكذا جهود الأمين العام من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار". وأكد أن المغرب يحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته كاملة وتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية للشعب الفلسطيني لتجاوز هذه الأزمة وتقديم جميع أشكال الدعم لتمكينه من حقوقه غير القابلة للتصرف. وخلص إلى أن السبيل الوحيد والسليم لحل القضية الفلسطينية لن يتأتى بالحرب وإراقة الدماء وقتل المدنيين الأبرياء، بل بالعودة إلى طاولة المفاوضات، وبنية حسنة، لتحقيق حل الدولتين تعيشان جنبا إلى جنب على أساس قيام دولة فلسطين مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967.