بعد تربعه على عرش شباك التذاكر لأزيد من 120 أسبوعا، منذ عرضه بالقاعات السينمائية في أبريل 2012، تعرض الفيلم المغربي "الطريق إلى كابول" للمخرج المغربي إبراهيم الشكيري، للقرصنة من الطريق إلى كابول (خاص) وذلك بعدما نشر موقع "اليوتوب"، يوم الثلاثاء المنصرم، نسخة كاملة من الفيلم. وما أثار استغراب المهتمين بالفن السابع أن النسخة التي وجدت طريقها إلى سوق درب غلف، أكبر مركز للأعمال المقرصنة، حملت توقيع (نسخة مقدمة للمركز السينمائي المغربي)، ما دفع البعض إلى اتهام المركز السينمائي المغربي بنشر النسخة. في هذا السياق، قال سمير بوشعيبي، المسؤول عن مصلحة التوزيع واستغلال الأفلام السينمائية بالمركز السينمائي المغربي، إن المركز السينمائي المغربي راسل شركة "غوغل" المسؤولة عن موقع (يوتوب)، من أجل سحب نسخة الفيلم التي تحمل توقيع (نسخة مقدمة للمركز السينمائي المغربي)، لأن الأمر يتعلق بحقوق التأليف، مشيرا إلى أن المركز مازال يجهل لحد الآن مصدر النسخة المقرصنة. وأضاف بوشعيبي في تصريح ل"المغربية" أن المركز يعمل جاهدا على حماية المنتوج، وورود عبارة (نسخة مقدمة للمركز السينمائي المغربي)، لا يعني أن الشريط المقرصن مصدره المركز السينمائي المغربي، مشيرا إلى أنه لا يجب التساهل مع مثل هذه الممارسات التي تضر بالسينما المغربية. من جهتها، قالت موزعة الفيلم المخرجة السينمائية إيمان المصباحي إن قرصنة الفيلم ضربة موجعة للسينما المغربية وللمنتجين الحقيقيين الذين غامروا بأموالهم الخاصة لإنتاج أعمال وطنية مشرفة دون الاعتماد على دعم الدولة، لأنه سيكبدهم خسائر كبيرة، مشيرة في تصريح ل"المغربية" إلى أن الشركة المنتجة للفيلم "إماج فكتوري" لم تستفد من التسبيق الذي تخصصه الدولة للمشاريع السينمائية، وخاضت تجربة الإنتاج من خلال إمكاناتها الخاصة. وأوضحت المصباحي أن الفيلم حمازال يحقق نجاحا منقطع النظير منذ عرضه بالقاعات، حيث استقطب أزيد من 400 ألف مشاهد على مدى سنتين ونصف السنة، رغم قلة القاعات، مؤكدة أن "الطريق إلى كابول" أعاد الثقة إلى المنتجين الخواص لخوض تجارب سينمائية لا تعتمد على دعم الدولة، كما أعاد الثقة إلى المستثمرين المغاربة والأجانب للاستثمار في الفن السابع والمساهمة في وضع اللبنات الأولى لصناعة سينمائية مغربية حقيقية، بعدما أثبتت الشركة المنتجة للشريط أن الفيلم المغربي يستطيع تحقيق إيرادات والوصول إلى العالمية، من خلال إمكانية تسويقه بأوروبا وأمريكا. وأبرزت المصباحي أن عدم حماية الفيلم المغربي من القرصنة يدمر الصناعة السينمائية المغربية ويزعزع ثقة المستثمرين في المجال، داعية إلى تكثيف الحملات ضد القرصنة والضرب على يد كل من يقف وراء تسريب الإنتاجات الوطنية وقرصنتها، لأنه يهدد مستقبل السينما في المغرب. يذكر أن الفيلم الكوميدي المغربي "الطريق إلى كابول" لمخرجه إبراهيم الشكيري، تمكن من التفوق على أشهر الأفلام الأمريكية والمصرية والهندية، المعروضة بالقاعات السينمائية الوطنية، على مدى 120 أسبوعا ليكون الفيلم المغربي الوحيد الذي يستمر عرضه قرابة ثلاث سنوات كاملة. وقال المنتج والمخرج المغربي محمد رزقي، الذي خاض مغامرة إنتاج الفيلم في غياب أي دعم عمومي، في تصريح ل"المغربية" إن الفيلم نجح بفضل حب الجمهور للسينما المغربية وتشجيعه لها، ثم بفضل سياسة التوزيع والحملات الإعلامية، التي واكبت عرض الفيلم في القاعات، إضافة إلى طبيعة موضوع الفيلم الذي يتمحور حول الهجرة، مشيرا إلى أن المخرج إبراهيم الشكيري تناول الموضوع بطريقة تختلف تماما عما ألفناه، فالفيلم يتميز بأحداثه المفعمة بالمواقف الكوميدية، وملامسته العديد من القضايا المحلية والعالمية. كما كان للممثلين والتقنيين دور كبير في نجاح الفيلم.